عنوان مُغْرٍ، ومنصب تشريفي، لمجال محبب للنفس، مهم في الحياة، سواء للفرد أو للمجتمع أو للأمة ونهضتها، إنها الجودة في التعليم. التعليم هو الركيزة الأساس في تطوير ونهضة الأمة، لبناء مجتمع معرفي متنور، يضم أطياف المجتمع؛ ليوجد أفراداً صالحين وفاعلين لمنفعة أنفسهم، ورعاية أسرهم، وخدمة بلادهم. هذه الفكرة الرائدة ظهرت من خلال توصيات المؤتمر الدولي الأول للجودة الشاملة في التعليم العام، برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله ورعاه - في مدينة الرياض، خلال الفترة من (47) صفر 1432ه، الموافق (811) يناير 2011م، لتحديد يوم في السنة لجودة التعليم. وقد تبنى الفكرة وفعَّلها باهتمام سمو وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبد الله، ووجَّه لتفعيل الجودة والقيام بالتوعية اللازمة للطلاب والمعلمين في كل مدارس البنين والبنات في المملكة. الجودة هنا تعني التميز والتفوق في مجال التربية والتعليم والمعرفة، سواء في التحصيل العلمي من قِبل الطلاب والطالبات أو الجودة في العمل من قِبل المعلمين والمعلمات والاهتمام في العطاء وإبراز أصول التربية السليمة بكل إخلاص وأمانة، كما أنها تجسد اهتمامات ولي الأمر من خلال فتح قنوات التواصل مع المدرسة. أخذت الجودة معنى واسعاً ومجالاً نحو التحفيز إلى التعلم والنهل من مناهل العلم والمعرفة، والتميز يظهر من خلال الجد والاجتهاد في العمل والتحصيل العلمي، حيث الجودة بأي شيء هو الكمال والتميز والتفوق. فقد تلقيت دعوة من الأستاذ حمد بن عبد العزيز الحمود، مدير المدرسة السعودية في باريس، للمشاركة بهذه الفكرة الرائدة عن طريق التواصل مع المدرسة بواسطة الإنترنت، وقد شاركت بتعليق تربوي متواضع، وشارك الابن ماجد (الطالب بالمدرسة) كذلك بتعليق عن تطلعاته للمدرسة من ناحية اكتمال احتياجاتها لخدمة الطالب، وبعدها بأيام تمت دعوتي لحضور حفل توزيع الجوائز على ثلاثة من أولياء الأمور وثلاثة من الطلاب والطالبات وأحد المعلمين. هذه لفتة تربوية جيدة، تساهم في إبراز المجتهد في محيطه، وبين أهله ورفاقه، وهي حافز لانطلاقة نحو العمل المثمر النافع من كل من حصل على هذا اللقب الرفيع (سفير الجودة في التعليم). آمل أن نسمع عن الكثير من الفعاليات التربوية اللامنهجية من مقام وزارة التربية والتعليم نحو العمل الدؤوب برفعة مستوى العطاء التربوي والتعليمي، وذلك بتضافر الجهود من إدارة المدرسة والعاملين بها لخدمة الطالب. أود بهذه المناسبة أن أنوه إلى أن التوعية من خلال الصحف الحائطية بالمدرسة، أو الإذاعة المدرسية الصباحية، قد لا تعطي ثمارها المأمولة؛ فقد يكون هناك أسلوب أفضل، وليكن هناك حلقة نقاش في الفصل لهذا الموضوع بين المعلم وطلابه في الدقائق العشر الأولى فقط من الحصة الأولى؛ حتى يتفاعل الطلاب مع الفكرة، وتتأصل في أنفسهم؛ لأنها ستكون هاجساً تراود نفس كل طالب؛ ليحصل على هذا اللقب أو التسمية. - باريس