وجه الناقد الدكتور محمد بن سليمان القويفلي سهام نقده الى مجموعة القاص عبدالعزيز الصقعبي انت النار وانا الفراشة والتي صدرت هذا العام عن دار الكنوز ببيروت ,, فجاءت السهام صائبة مستجلبة كبد الحقيقة. الناقد القويفلي استهل ورقته النقدية حول تجربة القاص عبدالعزيز الصقعبي بمقارنة بين عنواني هذه المجموعة وعنوان آخر حمل مجموعة أخرى لا ليلك ليلي ولا أنت أنا فهو يرى ان هناك تضاد واضح بين الليل والنار,, واجتماع بين الأنا والأنت مبني برابط عضوي متفاعل بين القاصد والمقصود في دلالة شبه غامضة تتجسد في العلاقة بينه وبين الآخر. ثم اورد القويفلي مقدمة اخرى حول الفراشة مستندا في الحديث على مقولة صينية شهيرة تصف رجلا حلم انه فراشة ولما استيقظ تداخلت عليه الرؤى فلم يعرف انه رجل تحول الى فراشة او انه فراشة تحلم انها رجل,, وعلى هذا النحو يرى الدكتور القويفلي ان فراشة الصقعبي على الغلاف لا ترتبط في مغزاها ودلالاتها مع اي عمل داخل المجموعة انما جاء عنوانا مجرد ينبئ عن عمل قصصي واحد. واستخلص القويفلي من قراءته للنصوص الستة الاولى من المجموعة ان هناك حالة تسيطر على فضاء السرد هي حالة الصمت والتي وردت اكثر من اربعين مرة في القصص التي خضعت للدراسة فيما وردت اشارات ضمنية الى حالة الصمت والسكوت والبكم الا انه يؤكد على تمرد البطل في كل قصة ليقول ما يشاء، ودون اي ابهام معتمدا في هذا السياق على قوة الراوي وافصاحه المدفوع من الكاتب لان يقول ما تعجز عنه الشخصيات التي تداوم الصمت والشرود وغياب الرغبة في الحديث. ويؤكد الناقد الدكتور محمد القويفلي في ورقته التي لم يتلها كاملة على ان هناك انشطارا في الذات لدى الشخوص في القصص,, فهناك والحديث للناقد القويفلي شخصية تهذي عن شيء غامض,, وشخصية اخرى تتحدث بنبرة عالية عن الأنا والأنت وهم بل ان هناك صورة مفزعة في بعض الشخصيات ولاسيما الابطال تتمثل في المفاجأة الذاتية التي تعتمد على التأملات وارتفاع صوت الأنا لدى البطل كما في القصة الاولى والثانية من المجموعة. ويشير الدكتور القويفلي في ورقته النقدية الى ان القاص الصقعبي قد دفع بالشخوص والاحداث الى هاوية المعضلة ذلك التي يرى انها السبب الاوحد في تنامي لغة انشطار الذات وهوس الراوي في وصف حالة هؤلاء المحبطون والتائهون. ويصف المحاضر علاقة القاص الصقعبي بالمسرح من خلال تعلقه الشديد بالتوسع والاطناب وتأمل الشخصيات وسرد الحوارات والمشاهد والاعتماد على الاحاديث والتأملات ,, وكذلك الحديث عن الذات وعن حياة الآخرين بشيء من التوسع والشرح الطويل,, ويرى ان العالم التمثيلي هو الباني الاساسي لفاعلية النص القصصي لدى الصقعبي اذ يرى ان جل الشخوص في القصص الاولى من المجموعة هم اناس عاطلون يرتادون المقاهي,, ويهذون بطريقة طقوسية تبين قدرة الراوي على تناول هذه الاحداث والعقد التي تصيب الشخوص في القصص. ويؤكد القويفلي على ان الوجدانيات تتلبس الاعمال القصصية بوجه عام الا ان مجموعة انت النار وأنا الفراشة هي التي اخذت هذا البعد الشجني الوجداني الذي صاغه الراوي على لسان الشخوص,, في وقت تؤكد في الورقة ان القاص الصقعبي استخدم لغة قوية لشرح معاناة الابطال والشخوص الآخرين في محاولة منه ان يخلع هؤلاء الأقنعة الاجتماعية المؤذية والتي سيطرت على جملة من العلاقات بين الشخصيات جاءت ورقة الدكتور القويفلي حديثا عاما عن القصص في وقت لم يتمكن من قول ما لديه كاملا ربما لضيق الوقت او لقناعته انه اوفى العمل حقه,, فلم يقرأ ضيف الامسية الا مقاطع محددة من الورقة النقدية التي تناول فيها عملا قصصيا جديدا يستحق الاهتمام. فور ان اتم المحاضر حديثه,, تحدث القاص خالد اليوسف وهو مدير الامسية الثلاثائية الدائمة. مشيرا الى ان القويفلي قد تحدث بصورة واضحة عن ابرز ملامح تجربة القاص الصقعبي ,, وطلب من الحضور التعليق والمداخلات,, فكانت البداية مع الدكتور سلطان القحطاني الذي علق على ورقة المحاضر واصفا اياها بأنها عمل يسير خارج نطاق التقويمية التي تراعي عناصر الاجادة والاخفاق في العمل,, وتحدث ناصر الحزيمي عن عنوان المجموعة انت النار وأنا الفراشة واصفا اياه بأنه تعمق في رؤية صوفية تصور النار وتشتق من النور مفردة تجذب وتأسر المتلقي,, فيما تحدث الاستاذ حسين علي حسين حول الورقة ضاما صوته الى صوت الناقد القويفلي في وصف الصقعبي بأنه مسرحي يكتب القصة,, في حين ان الروائي ابراهيم الناصر الحميدان تحدث عن لغة هادئة للورقة اسهمت بالتعريف بالقصص وبالجوانب الخفية منها. وجاءت مداخلة د, أحمد رامز قطرية مناقشة لبعض جوانب الفهم المحتمل لقراءة العنوان انت وانت وعن ارادة الكاتب بذلك في حين اشار المناصرة الى انه لا يرى مبررا امام الناقد القويفلي ان يأخذ اول ستة نصوص من المجموعة,,؟ وتحدث المسرحي محمد العثيم الى ان عبدالعزيز الصقعبي صاحب تجربتين عربيتين في المسرح والرواية لذلك جاءت قصصه مزيجا بين هذين الفنين الجميلين. وفي نهاية الامسية تحدث القاص الصقعبي باقتضاب مكتفيا بالاشارة الى انه جاء هنا ليستمع الى ما يقال بعد ان قال ما لديه,, في ثنايا عمله القصصي,, ثم علق الناقد القويفلي على المداخلات والاسئلة مشيرا في نهاية تعليقه الى ان قراءته لهذا العمل القصصي ليست تقويمية، لانه يرى ان الرؤية التقويمية في مرحلة مثل مرحلة عطاء وابداع الصقعبي غير منصفة او مرغوبة. واختتم مدير الامسية فعالية هذا النشاط بالتذكير بالامسية الثلاثائية القادمة والتي ستكون عن الترجمة في الابداع المحلي وسيلقيها كل من الاستاذين د, عبدالعزيز السبيل والدكتور احمد قطرية في خيمة الثقافة,, ثم شكر الحضور والمشاركين على هذا التواصل.