السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,. اشارة الى ما نشر على الصفحة الاخيرة من عدد الجزيرة الصادر يوم الاثنين الموافق 26/ رجب 1421ه تحت عنوان دوريات الامن تعيد 50 طالبة لكلية التربية بالرياض وكان سبب اعادتهن الى الكلية هو تعطل الحافلة التي تنقلهن,, وانا هنا لست بصدد الحديث عن تعطل الحافلة فهذا غير مستغرب وما قام به رجال دوريات الامن تصرف سليم يستحقون عليه الشكر,, ولكن الذي اود ان اتحدث عنه هو معاناة الطالبات من النقل بالحافلات الكبيرة التي تتسع لخمسين راكبا وخاصة في الوقت الراهن داخل المدن الكبيرة في مدينة تعد من كبريات مدن العالم مساحة واكثرها سكانا وكثافة في السيارات,, فمن المعلوم ان رئاسة تعليم البنات بدأت بنقل الطالبات بواسطة الحافلات الكبيرة منذ عدة سنوات اي عندما كانت مدينة الرياض صغيرة المساحة وعدد سكانها قليلون والسيارات فيها قليلة وكان في ذلك الوقت لا يجد سائق الحافلة الكبيرة صعوبة عند نقل الطالبات ولا يستغرق وقتا طويلا لنقلهن للمدارس والكليات في الصباح والعودة بهن الى منازلهن في المساء,, اما اليوم فالوضع يختلف تماما عن السابق في ظل التطور الشامل الذي تشهده المملكة في كافة المجالات في هذا العهد الميمون الزاهر عهد قادتها الاوفياء هذا التطور الذي شمل جميع المدن والقرى والهجر وفي مقدمتها مدينة الرياض عاصمة الثقافة العربية لعام 2000م التي اتسعت مساحتها وازداد عدد سكانها واصبح التنقل بين ارجائها فيه صعوبة بالغة بسبب الكثافة الهائلة في عدد السيارات التي اغرقت كل مكان من شوارع المدينة,ومن هنا فان نقل 50 طالبة في حافلة كبيرة واحدة يعد من الصعوبة بمكان في ظل الزحام الشديد والاختناقات المرورية التي تعاني منها العاصمة,,وانا لست ضد النقل بشكل جماعي واعتبر ان النقل الجماعي مطلب مهم جدا وضروري لجميع موظفي الدولة والشركات والمؤسسات ولكن ليس بوسائل النقل الكبيرة المعمول بها حالياً لنقل الطالبات، لأن سائق الحافلة الكبيرة الآن يذهب وبرفقته زوجته بعد صلاة الفجر مباشرة أي أنه يذهب في وقت مبكر قبل ان يتحرك الموظفون وطلبة المدارس ولا يصل إلى الكلية أو المدرسة إلا في وقت متأخر وأحياناً لا يصل إلا بعد انتهاء الحصص الدراسية الأول, فإذا كان السائق يعاني من طول الوقت اثناء تجمع الطالبات وتوزيعهن ومن صعوبة قيادة الحافلة بين ارتال السيارات لأن قيادة السيارة الكبيرة في الزحام ليس بالأمر الهين، فكيف تكون حال الطالبات اللواتي يذهبن وقت صلاة الفجر ولا يعدن إلا في المساء؟؟ ويتكرر توقف الأوتوبيس بهن داخل الحارات أكثر من خمسين مرة في الذهاب ومثلها في العودة,. يا ترى بعد هذه الرحلة كيف يستوعبن المحاضرات والدروس؟ ومتى يقمن باجراء البحوث وحل الواجبات؟ ومتى يكون عندهن وقت للراحة؟ حقاً انها معاناة تستمر معهن على مدار العام الدراسي,, فحبذا لو قام أحد كبار المسؤولين عن تعليم البنات وركب سيارته وسار مع أحد الأوتوبيسات ولو يوماً واحداً ليرى عن قرب حقيقة أمر معاناتهن من النقل بالحافلات الكبيرة التي يعتبر البعض منها قديماً وتعطلها في الشوارع المزدحمة فيه مأساة للطالبات ولسائق الحافلة مع غياب اجهزة الاتصالات التي من المفترض ان تكون في كل حافلة حتى يتمكن السائق من الاتصال بالمسؤولين كلما لزم الامر,, لان تعطل الحافلة سيحرمهن من الحضور في وقت مبكر لمقر الدراسة,, فهل نتصور غياب 50 طالبة؟ انه بمثابة اغلاق فصلين في المدرسة,. ولحل مشكلة معاناتهن فان الامر يتطلب استبدال الحافلات الكبيرة باخرى صغيرة من ذات الاحجام التي تتسع ل15 20 راكبا لان توفرها سيخفف من المشقة التي يعشنها الآن وفيه مواكبة لمراحل التطور والنهضة التي تعيشها المملكة علاوة على انه يمثل مظهرا حضاريا لبلادنا,,انني اضع قصة معاناة الطالبات من جراء نقلهن بالحافلات الكبيرة وذلك حسب ما رواها العديد من اولياء امورهن امام انظار المسؤولين في رئاسة تعليم البنات وعلى رأسهم معالي الرئيس العام الدكتور علي بن مرشد المرشد وأنا على يقين تام بأن معاليه لم ولن يتردد في عمل ما يخدم المصلحة العامة بشكل عام ومصلحة طالبات رئاسة تعليم البنات بشكل خاص, وهو الذي عرف عن معاليه اهتمامه الشخصي وحرصه ومتابعته لأي موضوع يخدم تعليم البنات ويحقق لهن السعادة والرفاهية,, وقبل أن اختم هذا الموضوع فانني وعبر جريدة الجزيرة التي اعتاد القائمون عليها القيام بنشر كل ما يهم ويخدم الوطن والمواطن ولعل أكبر دليل على ذلك هو افراد العديد من الصفحات التي تعنى بشؤون وطننا الغالي وأبنائه,, انني أتمنى من جميع المسؤولين في الدوائر الحكومية والمسؤولين عن الشركات والمؤسسات الذين تهمهم مدينة الرياض بأن يساهموا مساهمة فعالة في حل مشكلة الزحام فيها التي وصلت الى حد لا يستهان به وذلك بأن يوفروا حافلات صغيرة من أحجام السيارات المشار اليها آنفا وذلك لنقل الموظفين في مداخل مدينة الرياض لمقر أعمالهم بدلا من أن يذهب كل موظف بسيارته,, بعد طرح استبيان لمعرفة من لديهم الرغبة في النقل وأنا متأكد ان الكثير يتمنى تحقيق ذلك,, لأن النقل بشكل جماعي سيخفف كثيرا من الزحام ويسهل حركة السير ويقلل من نسبة الحوادث ويمكن رجال المرور من السيطرة على الفوضى والمخالفات التي يرتكبها بعض السائقين وبالتالي يحد من تأخر الموظفين والطلاب,, فمثلا توفر 20 حافلة من التي تتسع ل15 راكبا بحيث يجتمع كل 5 في مكان معين فانها ستنقل 300 موظف وهنا يتضح الفارق الكبير بين 20 سيارة و300 سيارة تسير في وقت واحد ومدى تأثيرها على حركة المرور علاوة على معاناة الموظفين والمراجعين من عدم توفر مواقف داخل الدوائر الحكومية وحولها تستوعب الكم الهائل من السيارات,. الجدير بالذكر ان بعض الدوائر الحكومية كانت تسير حافلات كبيرة لنقل موظفيها ولكن الموظفين هجروا الركوب فيها بسبب المشكلة التي يمر بها الطالبات الآن,. وقبل أن أودعكم أكرر أملي ورجائي من قبل الذين يعنيهم الأمر بكل اهتمام وجدية لأنه يهم كل مسؤول ومواطن مخلص لحكومته ووطنه ويسره أن يرى عاصمة مملكتنا الحبيبة في وضع يبهج الخاطر حيث سعى ويسعى أميرها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أن تكون أجمل مدينة في العالم ويكفينا فخراً انها عاصمة الثقافة العربية لعام 2000م,, وفق الله الجميع, والسلام عليكم. عبدالله بن حمد بن سلمان السبر