الحمد لله الذي كتب الموت والفناء على كل حي، فقال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} وقال سبحانه: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم وفي الحقيقة نسير إلى الآجال في كل لحظة وأيامنا تطوي وهن مراحل ولم أرَ مثل الموت حقًا (هنيئًا لك يا أبا عبدالرحمن على هذه الخاتمة الطيبة). وفي الحديث الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أراد الله بعبده خيراً استعمله) قال: كيف يستعمله؟ قال: (يوفقه لعمل صالح قبل موته) رواه الإمام أحمد والترمذي وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة وقال محمد عليه الصلاة والسلام: (إذا أراد الله عزّ وجلّ بعبد خيراً غسله قبل وما غسله قال: يفتح الله عزّ وجلّ له عملاً صالحاً قبل موته ثم يقبض عليه) رواه الإمام أحمد وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة. وهذا الرجل بذل ماله وجهده وجاهه وقام بعدة مشاريع آخرها بناء المستشفى المقام حالياً في الصحنة بمدينة الدلم من عدة طوابق لم يكتمل حتى الآن؛ بسبب عدم قدرته المادية حسبما ذكر لي قبل مدة والمغفور له إن شاء الله يعدُّ من وجهاء مدينة الدلم، بل هو الرجل المعروف بكرمه ومحبته لحكومته ووطنه وعمل الخير. وقد عانى خلال السنتين من وعكة صحية أفقدته بعض الحركة، لقد فجعت مثل غيري برحيل الشيخ الفاضل عبدالله بن زيد الغنيم رحمه الله رحمة واسعة. كان -يرحمه الله- ممن يسعد بأي إنجاز وطني ويبتهج بنجاح الآخرين مدفوعاً بغيرة المواطن الصالح. لقد رحل أبو عبدالرحمن عن حياتنا الدنيا ولكنه سيبقى حياً في قلوبنا بما تركه من مواقف نبيلة وأعمال طيبة وسيبقى بإذن الله في امتداد أخويه وأبنائه الذين لا بد أنهم نهلوا من ينبع تربيته في الانحياز للخير والسير على خطاه. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وأن يتغمده برحمته ويكرم نزله ويبدله بدار خير من داره، وصلى الله على محمد. عبدالعزيز بن صالح العامر