كعادتها السنوية تحمل الميزانية بشارات وآمال لصالح الوطن والمواطن، فهي أكبر العناوين التنموية في ختام كل عام، ليبدأ الوطن عاماً جديداً مشرقاً بالمشروعات العملاقة والأرقام التنموية الضخمة التي تعزز عمليات النماء والبناء وتضع خطوة جديدة متقدمة تترجم وتعكس اتجاهنا للنهوض ببلادنا في مختلف المجالات. في كل عام تصعد أرقام الميزانية وتحتل موقعاً تاريخياً لأن عملية البناء بذات الصفة التجارية غير المسبوقة التي تواكب التحديات وتتم من خلالها الاستفادة من مقوماتنا ومعطياتنا ونعكسها في الواقع وفقا لتلك الحصيلة الزاهرة من الوفرة المالية ولله الحمد. وفي ذلك قفزة واسعة للدخل الوطني تسهم في تغذية المشروعات وبرامج النهضة الشاملة بإذن الله وتعزز مسيرة التنمية المستدامة وتحمل في طياتها الكثير من بشائر الخير. أقر خادم الحرمين الشريفين أضخم ميزانية في تاريخ المملكة للعام المالي الجديد بلغ حجمها 690 مليار ريال للنفقات العامة مقابل إيرادات متوقعة 1.1 تريليون ريال، وفائضاً ب 306 مليار ريال في ميزانية هذا العام، وعليه فإننا أمام معطيات مشرقة تضع بلادنا في مقدمة الدول العالمية. بناء المجد يأتي بمثل هذه المؤشرات الضخمة التي تليق ببلادنا في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، فقيادتنا تقود مسيرة تنموية تاريخية تنهض ببلادنا وتؤسس لتنمية شاملة في مختلف المجالات، لأن ما نشهده من أعمال ومشروعات عملاقة إنما هي من الاستثمارات التي تسهم في تنويع مصادر الدخل والخروج من عباءة الاقتصاد الريعي إلى آفاق المصادر المتعددة من خلال انتشار استثماري يشمل جميع القطاعات الاقتصادية ويمنحها فرص النمو المتوازن لتسهم في رفد الاقتصاد الوطني وتطوير قدراتها حتى تواجه تحديات المستقبل بقواعد صلبة قائمة على هذا التنوع الذي يبني ويطور بلادنا وفقاً لحسابات اقتصادية دقيقة ومنهجية حتى نبلغ طموحاتنا بفكر اقتصادي شامل وأن حجم الإنفاق الذي أقر بالمليارات ريال حظي (168 التعليم والتدريب، 97 الخدمات الصحية، 29 الخدمات البلدية، 35 النقل والمواصلات، 58 المياه والزراعة، 440 صناديق التنمية) وجميعها حظيت بزيادة ما بين 11 إلى 52 مليار والشاهد أن الاستثمار في العنصر البشري تصدر الميزانية وهي رسالة واضحة وهامة ضمن خطة النماء والبناء والتطوير الاستراتيجي لمختلف مناطق المملكة وفق رؤية سيدي خادم الحرمين الشريفين.. ومن نعم الله الكثيرة على هذه البلاد بعد نعمة الإسلام أنه هيأ لها قيادة حكيمة رشيدة تسعى لكل ما فيه خير الوطن والمواطن. حفظ الله الوطن مليكنا وقائدنا وولي عهده الأمين.. * مدير عام مكتب نائب أمير المنطقة الشرقية للشؤون الخاصة