في جريدة الجزيرة يوم الجمعة 21 محرم 1433ه، أشار عدد ممن حرموا من الوظائف التعليمية بأن وظائفهم حورت من تعليمية إلى إدارية، ويبدو لي بأن العكس هو المطلوب فعله تجاه كل من يعمل في مدارس التعليم العام وهنا أقول: كاتب المدرسة يعتبر أمينا لمعاملات مدير المدرسة وحافظا لأسراره المكتبية وسكرتيراً خاصا، ويواجهون بعضهم ضغط الأعمال المسندة لهم بسبب أعداد الطلاب، ويتعاملون مع المعلمين وأحيانا مع أولياء الأمور والطلاب، بحكم إشرافهم على إدخال الدرجات ومتابعة نظام التبادل الإلكتروني والتعاميم والمعاملات الكتابية، ويشغلهم الهم التربوي والتعليمي ويخضعون لإجازة المعلم المحددة بالصيف، ولا يواجهون جمهوراً كغيرهم من الموظفين ومحصورون بالمدرسة، مما أفقدهم الكثير من التواصل الاجتماعي والتطلع الإداري، وتنشغل إدارات التربية والتعليم حينما ينتقل أحدهم للترقية، وهم محل تقدير مديري المدارس لتخصصهم وخبرتهم، وخصوصاً من يحملون مؤهلاً في الإدارة المكتبية، ويغادر بعضهم مدارسهم بسبب الترقية، وبانتقالهم خسارة إدارية واضحة لمديري المدارس وخاصة إذا كان البديل جديداً على المدارس. في العام الماضي خاض غالب كتاب المدارس معركة مع النظام المركزي لدرجات الطلاب الثانوية، إضافة لمعركتهم مع نظام معارف، ثم النظام المركزي في المراحل المتوسطة والابتدائية وجل أعمالهم مع الحاسب الآلي ومع ذلك لا يتلقون أي بدل مالي، وكثير منهم يعاني الأمرين من جراء البقاء طويلا أمام الحاسب. القادم من الأيام كفيل بأن يضاعف أعمال كتاب المدارس في مجال التعامل مع الحاسب وإدارة الأعمال المكتبية الخاصة بمدير المدرسة والمدرسة معا، إذ وزارة التربية والتعليم تفكر بالمشرف المقيم «مدير المدرسة» وتفكر بإسناد الأعمال الإدارية لغيره وتستعد للتشكيلات المدرسية. لكي تخلص وزارة التربية والتعليم مدير المدرسة من الإجراءات الإدارية التي أشغلته عن مهمته كقائد تربوي فلا بد من التفكير بتوفير موظف ذو مهارة عالية لخدمته، ولذا فاختيار كتاب المدارس يحتاج لسياسة جديدة وتطلع فريد، كاختيار المتخصصين في الإدارة المكتبية من خريجي كليات التقنية وإعداد برنامج تدريبي خاص بهم بعد عمل استطلاع كبير لما يتطلع له مديري المدارس نحو الكتاب. يتعين كتاب المدارس على السلم الوظيفي العام لا السلم التعليمي، وتتشابه مهامهم بمهام محضر مختبر العلوم الذي لا يزاول مهنة التربية والتعليم، وفي المقابل يعين المحضر على المستوى الثاني أو الأول، وهذه مفارقة غريبة. التطلعات لتطوير العمل المكتبي داخل المدارس والتواصل مع أولياء الأمور والتعاون مع المعلمين والمرشدين وتولي رسائل التواصل مع البيوت وتولي معاملات إدارات التعليم الواردة والصادرة من المدرسة هو ما يمكن التفكير به في مرحلة تطوير أداء كتاب المدارس، ولتخليص المعلمين من كل الأعباء التي تشغلهم عن التربية والتعليم، ولذلك فلا بد من رفع كفاءة كتاب المدارس وتحفيزهم، بدأ بتحديد مهامهم وتغيير نمطية أدائهم واستمرار تدريبهم وإشراكهم ومروراً بالمميزات الوظيفية واختيار الكادر الذي يشغلونه، ولأن ذلك يساعد على ضبط التشكيل المدرسي وثباته واستقراره. مكافأة واختيار كتاب المدارس يتطلب الاستعانة بالسلم الوظيفي التعليمي، ليتم تعيين ونقل خريجي كليات التقنية ومن في حكمهم على المستوى الرابع، ومن يحمل شهادة أقل على المستوى الثالث، مع احتساب بدل ضرر التعامل مع الحاسب الآلي لكل من تنطبق عليه الشروط، شريطة أن يعمل في نطاق المدارس ككاتب وسكرتير خاص بمدير المدرسة، وأقترح أيضا تصميم برنامج نقل خاص بهم، للمحافظة على خبرتهم وتدرجهم في خدمة المدارس وعدم إزعاجهم بالترقيات والانتقال من مدينة لأخرى أو مغادرتهم المدارس لجهة أخرى، لأنهم مكسب للمدارس بخبرتهم وخدمتهم. شاكر بن صالح السليم