كان رجل يعيش مع ابنته بعد أن توفيت عنه زوجته، وكانت الابنة تقوم بكل ما يترتب عليها من أعمال في البيت، ورعاية الجمال وتجهيز الطعام. ازدادت الواجبات عليها وبدأت تشعر بالوهن حيث لاحظ والدها تكرار مرضها وضعفها فقال لها: ما رأيك يا ابنتي في أن أتزوج من امرأة كي تساعدك؟ رحبت الفتاة بالفكرة وتزوج الأب وأصبح للبنت عمة جديدة كانت تلك العمة قاسية جداً على البنت بدلاً من أن تكون عوناً لها صارت تنغص عليها حياتها، وتمادت أكثر من ذلك حين فكرت بالتخلص منها، اعتادت فتيات الحي على الذهاب إلى البر لجمع الحطب، وكانت العمة في كل مرة تعطي ابنة زوجها حبلاً بالياً تربط به حزمة الحطب، وكان ذلك الحبل سرعان ما يتقطع فتبدأ المسكينة في جمع الحطب، وكانت فتيات الحي يساعدنها في ذلك. ومع تكرار ذلك بدأت فتيات الحي يتضجرن من تلك الفتاة التي كانت تتسبب في تأخير عودتهن لبيوتهن الأمر الذي ترتب عليه مشاكل كثيرة. وفي يوم من الأيام وحين انقطع الحبل كالعادة، عمدت الفتيات إلى الانسحاب التدريجي وتركن البنت لوحدها في مكان مقفر بعيد. كانت البنت قد اصطحبت كلبتها معها في ذلك اليوم فقفلت راجعة، في المساء خيم الظلام على المكان وكانت البنت ترتعد فرائصها من الخوف. نادت الكلبة وسألتها: كليبتي! كليبتي! كم تشوفين؟ كم حجم الذي ترينه وراءنا يا كلبتي؟ قالت الكلبة: أشوف شيء كبر النملة الصغيرة. ثم بعد فترة سألتها مرة أخرى نفس السؤال فأجابت الكلبة أرى شيئاً بحجم النملة الكبيرة. وفي المرة الثالثة قالت لها الكلبة أنها ترى شيئاً كبيراً يتبعهن، ولم يكن ذلك الشيء سوى ذئب يريد أن يفترس البنت. قالت الكلبة للفتاة: أذبحيني، وضعي السكين داخل لحمي، والبسي أنت جلدي، واصعدي فوق الشجرة. نفذت البنت ما اقترحته الكلبة وحين أقبل الذئب سر لمنظر اللحم وفكره لحم الفتاة فانقض عليه بنهم شديد لتنغرس السكين في رقبته ويموت في الحال. نزلت الفتاة من على الشجرة وهي ترتدي جلد الكلبة وواصلت سيرها حتى وصلت إلى ديرة مجاورة. وهناك بدأت تسير بين البيوت وتنادي بأعلى صوتها: من يباني عذيبتله، وأحش له وأرويله وآكل فضالة عياله) (من يريدني أن أخدمه وأحضر له الحشيش والماء وآكل بقايا طعام أولاده). وكان منظرها يوحي بأنها إنسية في شكل كلبة. سمعها بعض سكان الحي فنادى عليها صاحب البيت وطلب منها أن تشتغل عندهم. وحين كانت تسرح بالجمال وتصل إلى مكان بعيد في البر تضرب الأرض بالسوط الذي كانت تحمله فتخضر المنطقة وينبت العشب وتنساب المياه، فتشرب الجمال وتأكل الحشيش وتعود الفتاة في جلد الكلبة إلى الحي. وكان أحد الجمال قد عشق الفتاة فيظل باركاً لا يأكل. وكانت البنت تقول: البوش ترعى وترتعي وجمل حيدان في الظل بارك). وبدأت آثار الهزال الشديد تظهر على الجمل. لاحظ الشاب ابن صاحب البيت هزال الجمل فصمم على تحري السبب، تبع الفتاة والجمال واختبأ في مكان قريب. وحين وصلت الفتاة المكان المعهود خلعت عنها جلد الكلب وإذا بها تشع جمالاً وبياضاً زانه شعرها الأسود المسترسل على كتفيها. ضربت كالعادة الأرض بالسوط فاخضرت ونبت العشب وانسابت المياه وبعد ذلك لبست جلد الكلبة ورجعت. دهش الشاب لجمال الفتاة وعرف سرها. وبعد بضعة أيام تبعها كالعادة وحين خلعت جلد الكلبة عنها وبدأت ترعى الجمال، عمد إلى إخفاء ذلك الجلد ودفنه تحت التراب. احتارت الفتاة حين لم تجد جلد الكلبة، واضطرت للرجوع بشكلها الآدمي وحين رأوها أهل البيت دهشوا وقالوا: ذهبت كلبة ورجعت امرأة! قال ابنهم الشاب: أنا أريد الزواج بهذه الفتاة وأصر على ذلك رغم معارضة أهله وتزوجها وعاشا في سعادة ورخاء. **** رسوم: 1. دانا بسام أبوقلبين 12سنة 2. دنا سليم الصف 12سنة 3. مرح حسونة 12سنة 4. ميس عبدالله النسور 12سنة 5. سيرين إبراهيم عقيلات 12سنة 6. هبة زهير أبو سمرة 13سنة 7. وئام العتال 12سنة