«دورة الخليج» هذا الاسم الرياضي الرائع الذي تعوَّدت اسماعنا عليه منذ الطفولة، فمن فضل الله على الرياضي الخليجي ان ظهرت الدورة الى الوجود وكانت السبب المباشر في تطور كرة القدم، فالملاعب اقيمت والمواهب صقلت، واصبح الطريق الى كأس العالم ممهداً، فوصل المنتخب الكويتي ثم الاماراتي فالسعودي الذي اصبح وصوله عادة محببة لا يمكنه التخلي عنها، وحتى المنتخب العراقي وصل الى كأس العالم عندما استضافته منتخبات دول مجلس التعاون الخليجي.. والآن أين منتخب العراق من كأس العالم فقد ذهب المستوى بفقده الاحتكاك بالمنتخبات الخليجية، وفي الطريق الى كأس العالم ان شاء الله القطري والبحريني والعماني. ولأن كل ناجح محارب ومحسود فقد ظهرت بعض الاصوات غير الخليجية ممن اغاظها نجاح الخليجيين التي تطالب باشراك دول اخرى ليست خليجية حتى تكثر الدول المشاركة وذلك بهدف الافساد لا الاصلاح ومن مبدأ «اذ كثرت دبرت» ولما لم تنجح في ذلك عادت الاصوات مرة اخرى مطالبة بايقاف الدورة بحجة انها استنفدت أغراضها ومع الاسف استجاب بعض الخليجيين المخدوعين بها ولكن بفضل الله دحرت هذه الفكرة في مهدها عندما وقف الامير فيصل بن فهد رحمه الله بقوة في وجهها مؤكداً ان الدورة وجدت لتبقى. الآن ونحن نستضيف الدورة الحبيبة ظهرت اصوات تطالب بعدم مشاركة المنتخب السعودي الاول في مباريات الدورة، والعمل على إراحته بحجة تأهله الى كأس العالم، وهذه الحجة غير مقبولة، فالدورة تفصلها عن كأس العالم عدة اشهر وهذا كفيل بإراحة اللاعبين كما ان الملل من المعسكرات والتنقل لن يتسرب الى اللاعبين لأن المباريات ستقام على ارضنا، ولو فرضنا اننا شاركنا حسب هذه الاصوات بالصف الثاني او الشباب او الاولمبي فكيف سيكون وضعنا امام اشقائنا ونحن مستضيفي الدورة والحريصين على نجاحها وتكفينا تجربة المنتخب الرمزي. لكل من يطالب ببتر نجاح الدورة التي ستستضيفها المملكة اذكرهم ان مسؤولي رعاية الشباب قد جندوا جنودهم من الآن لضمان نجاح الدورة فتم اختيار الاستاذ عبدالله العذل مديراً لها وبدأت اللجان «الفنية، الاعلامية، الامنية، العلاقات العامة، وغيرها» مزاولة مهامها وتم تجهيز شبكات الاتصالات والفنادق ومقار السكن الاخرى وتهيئة الملاعب التي ستستضيف المنتخبات، كما ستوجه الدعوات لحضور الدورة الى بلاتر رئيس الفيفا وغيره من الشخصيات الرياضية خاصة الخليجية والآسيوية، فهل بعد حرص المسؤولين على نجاحها نعمل نحن على تقليل هذا النجاح او «ثلمه» بالمطالبة باشراك منتخب سعودي غير المنتخب الاول.. لا وبقوة لا. خرابيط النوايا الحسنة معلّق المباراة يملؤنا صراخاً بعد التأهل ويختار لجميع الصفحات الرياضية في المملكة عنوانا يجب عليها ان تكتبه غداً في اعلى الصفحات وبالخط العريض: والعنوان الذي اختاره صاحبنا بعد تأكيد الحجز الى الشرق الأقصى هو «على نياتكم ترزقون».. ما هذه «الخرابيط» فبعد تخطيط وسهر وتعب وبذل وعطاء وبعد ان فاز المنتخب في خمس مباريات ولم يهزم سوى مباراة واحدة والكل يعرف ظروفها وبعد رحلات طيران متعددة ومعسكرات وجهد وعرق يخرج من يصرخ فينا مقللا من جهدنا وتعبنا «على نياتكم ترزقون».. هذه الجملة نعرف متى تقال ولمن تقال ويمكن ان تنطبق على موضوع آخر بعيد عن مباريات التصفيات فمكانها ليس هنا.. هذا مثال! وهناك مثال آخر وهو أقسى ايضا فبعد تأكيد الحجز الى رحلة كوريا واليابان يظهر علينا احد اعضاء الاتحاد السعودي لكرة القدم وبعد ان تنتفخ أوداجه يصرح مسروراً بما معناه ان تأهل المنتخب كان «تأهل النوايا الحسنة».. ما هذه الخرابيط ايضا ويمكن للجميع ان يعذروه لو كانت زلة لسان ولكن ان يعقب صحفياً مرة اخرى على كلامه ليؤكده فهذه شطحة «لاتغتفر» منه لأنه في موقعه الرياضي ممن يخططون لرياضتنا وقد شاهد معاناة المسؤولين عن رياضتنا حتى تحقق الهدف بالاضافة الى مرافقته للمنتخب في بعض مباريات الذهاب فهل كان «شاهد ماشافش حاجة». هذان مثالان لانعذرهما لأن الأول معلق مميز وصحفي متمكن وناقد بارع، والثاني عضو في اتحاد كرة القدم، وعليهما «الشرهة» من كل من يعرف كيف تأهل المنتخب ومن كل رياضي مخلص لوطنه، فكلامهما تقليل لكل من بذل واجتهد وأعطى بدءاً من القمة الرياضية الى القاعدة العريضة، ولو اننا سمعنا هذا الكلام من شخص ليس له موقعهما، او كان احاديث المدرجات لقلنا عنه «حكي في الهواء» ولكن..؟ يا جماعة الخير خمسة انتصارات من ثماني مباريات وسبع عشرة نقطة واقوى خط هجوم.. فلا تبخسوا ابطالنا حقهم، ولا تقللوا من جهدهم، ولا تنسبوه لمنتخب آخر فاز بعد ان طارت الطيور بأرزاقها!! سلموا لي على أوربت الافضل يفرض نفسه، وهذا هو واقع قناة الرياضة في اوربت التي استقطبت الكثير فقد كانت تغطيتها للتصفيات مميزة سواء من داخل الاستديو او من المستطيل الاخضر، فالاستاذ خالد يس لديه قدرة غير عادية على ربط المواضيع بالداخل والانتقال بسهولة ويسر الى الملعب «واليك ياخالد.. إعجابنا» وهناك الكابتن شتالي الذي اصبحت آراؤه هي ميزان النقد او الصح والخطأ في الكرة فأي رأي آخر يقارن بما كان يقوله الكابتن فان كان مقاربا فهو الاقرب الى الحقيقة اما الاستاذ محمد حمادة فهو مكسب للقناة وللمشاهد لما يملكه من معلومات وفيرة بالاضافة الى انه محلل رياضي لمّاح وملم يظهر ما لم تستطع عين المشاهد رؤيته او تمييزه، اما الثلاثي الميداني «الشمري، السقا، العرافة» فيتميزون بأسلوب غير تقليدي واسئلة ذكية وابتسامة عريضة، اما بالنسبة للمخرج فان جهلي بما يقوم به يجعلني احجم عن ابداء الرأي، ولكن يلاحظ عليه التركيز على انفعالات المدربين ويبدو في هذا انه متأثر بمدرسة التلفزيون السعودي في الاخراج الرياضي التي ترى ان هذا الاسلوب الذي عفا عليه الزمن من ضرورات الاخراج «فالانفعال اهم من تمريرة الهدف لان الجميع سيشاهدون الهدف اما تقاسيم وجه المدرب فنحن نكشفها لكم» ويبقى المعلق ناصر الاحمد فهو معلق كفء وقدير، اسلوبه هو الاقرب الى العربية وهذا ما يساعد المشاهدين العرب في كل مكان على الانسجام معه وقد استفاد كثيرا من اخطائه السابقة فتلافاها.. وهو من المعلقين العرب الاقرب الى الكمال في التعليق. غيض من فيض * * يجب ان يكون هدفنا تحقيق كأس الخليج لأننا المستضيفون وحتى يفرح الجمهور وقد سبق ان استضفناها مرتين وذهبت الكأس الى خارج الحدود. * * مثل الكثيرين أرجو الاّ توجه الدعوة لحضور الدورة لفيليبان الماليزي. * * المباراة الوحيدة التي هزم فيها منتخبنا في التصفيات كانت ضد الحكم الاسترالي. * * المنتخب الايراني لم يفز الاّ في مباراة واحدة خارج ارضه وكانت امام المنتخب العراقي فهل يمكن ان يقال ان العراق أهل منتخب إيران لمنافسة المنتخب السعودي. * * كسب لاعبو البحرين تعاطف جميع السعوديين حين رفعوا راية التوحيد بعد فوزهم على ايران في المنامة. * * كسبت البحرين منتخباً شاباً سيضع كرتها على طريق البطولات كما كسبت قيادة رياضية شابة. * * لعب مع المنتخب الايراني الحظ في مباراتي تايلندا والسعودية «خارج ارضه» والتحكيم في مباراتي السعودية بطهران والعراق ببغداد. * * اصبحت ايران مكشوفة لايرلندا، وايرلندا هي التي انهت الامل الهولندي بالتأهل. وأخيراً.. كأني بأبي فراس يقول عن الأخضر: ونحن أناس لا توسط بيننا