وأقبل شهر رمضان شهر الخير والغفران، شهرٌ خير من كل الشهور فيه تضاعف الحسنات وتكثر أعمال الخير، تحبس الشياطين وتفتح ابواب الجنان، ومع هذه الاطلالة العظيمة بدأ الحديث يطول ويحلو الكلام عن الدوام في شهر رمضان. سبحان الله هل أتى رمضان لنسهر لياليه المباركة وننام نهاره العظيم، لماذا كل ما نسمع من احاديث تقال في مجالسنا.. لماذا لا نعمل في رمضان؟ هل اعتدنا الكسل والخمول؟ واذا كان رمضان عبادة، وهو كذلك، فلماذا لا نحتسب عملنا وهو ايضا عبادة. ولو نظرنا الى وضع المرأة لوجدنا ان الحال يختلف فالمرأة السعودية لها خصوصيتها ولها ظروفها ووضعها الاجتماعي المختلف. وهي لديها القدرة على العمل وعندها الاخلاص ولله الحمد ولكنها تعاني من عدة صعوبات تعيق عملها في رمضان مثل تلك المعلمة التي تبعد المدرسة عن منزلها مئات الكيلومترات فتواجه صعوبة الطريق وتفتقد العودة مبكرا لتدبير شؤون المنزل وإعداد وجبة الفطور وغيرها. وهي تواجه مشكلة اخرى بسبب بعد المسافة وتأخر وقت الدوام فبعضهن لا تعود إلا مع الأذان ولك ايها القارىء ان تتصور ربة منزل تعود مع أذان المغرب والاخرى لا تعود إلا بعد الأذان!! وأعود فأقول الدوام في رمضان عمل وعبادة وطرد للكسل فقد كان سلفنا الصالح رضوان الله عليهم يعملون في هذا الشهر الكريم ويؤدون من الأعمال الشاقة ما الله به عليم، ولكن المشكلة تكمن في ظروفنا فنحن بحاجة بالفعل لإعادة نظر في اوقات ومواعيد الدوام في الشهر الكريم. وخصوصا ما يخص معلمات الرئاسة على الوجه الأخص ومعلمات القرى بالذات، فهن بحاجة لاستغلال هذا الشهر الكريم والعودة مبكرا للمنزل للعبادة والقيام بالشؤون الخاصة. تقبل الله منا هذا الشهر الكريم وأعاننا على الصيام والقيام. والله ولي ذلك وهو القادر عليه.