لفيلم «باريس منتصف الليل» قيمة خاصة لدى الجمهور هذا العام خصوصاً أنه يحتفي بتاريخ الفن والفنانين والمثقفين والفلاسفة في عصور مضت، يحكي الفيلم قصة كاتب أمريكي يزور مدينة باريس مع خطيبته وعائلته، ويغرم الكاتب بالعاصمة الفرنسية باريس لدرجة أنه يفكر بشكل جاد بالإقامة الدائمة فيها، وسط تحفظات من خطيبته وعائلتها. يعتقد الكاتب غيل الذي يمثل بطل القصة في الفيلم أن مدينة باريس تساعده على الإبداع في الكتابة خصوصاً عند كتابة رواية والتي تتطلب أجواء رائعة تملكها مدينة باريس، بالإضافة إلى امتلاك المدنية مقومات تدعم الفن والابتكار والإنجاز على عكس الولاياتالمتحدة التي يجدها «غيل» مكاناً غير مناسب للكتابة والإبداع والفن، مقارنة بجمال باريس والتي نتج منها العديد من الأعمال الأدبية والقصصية والسينمائية وحتى الفن التشكيلي والرسم والنحت والرقص والغناء، فمدنية باريس تعرف منذ العصور الذهبية بجمال البناء وروعة المتاحف والقصور والكنائس وغيرها. يصل «غيل «بمخيلته أنه يخلق عالماً افتراضياً من زمن ماضي، استطاع من خلاله السفر عبر الزمن ليقابل فنانين وكتاب يقدرهم ويعشق إنتاجاتهم مثل غودار مع بيكاسو وهمنغواي وهذا ما جعل زوجته تعتقد أنه أصبح مجنوناً من خلال القصص التي يحكيها لها بعد كل رحلة عبر الزمن يقوم بها، أحد أفضل أفلام العام الحالي 2011 نال الفيلم الكثير من الإعجاب في العديد من المدونات والمواقع السينمائية المتخصصة، يستحق الفيلم الترشح لفئة أفضل فيلم في الأوسكار القادم بالإضافة لأفضل سيناريو وقد يترشح لأفضل ممثلة مساعد ماريون كوتيار وطبعاً سوف يترشح الفيلم لجوائز أفضل أزياء وديكور وتصوير سينمائي، ويعتبر الفيلم أحد أفضل أفلام المخرج وودي آلن في السنوات الأخيرة بعد فيلمه «ماتش بوينت» والذي تم إنتاجه في العام 2003، الفيلم من بطولة الممثل اون ويلسون مع ريتشال مكاديمز و ماريون كوتيار والنجمة كاثي بيتس، تم عرض الفيلم في صالات السينما في أكتوبر الماضي وحقق نجاحاً جيداً في شباك التذاكر الأمريكية بعد نجاحات حققها في العديد من المهرجانات السينمائية أثناء عرضه منتصف العام وأبرزها مهرجان كان السينمائي الدولي في فرنسا.