قبل عدة أشهر كنت في دبي مع عائلتي وطلب مني أبنائي الثلاثة بأن أشتري لهم قميص نادي العين الإماراتي طبعاً عليه رقم ياسر القحطاني وبحثنا عنه في عدة محلات رياضية ولم نجده وبعد السؤال والاستفسار اتضح لي بأن بيعها ممنوع في تلك المحلات وليس نادي العين وحده بل كل الأندية الإماراتية.. وقبل أيام قليلة ذهبت أنا وأبنائي إلى أحد المحلات الرياضية المنتشرة بكثرة في أحياء الرياض بكل عشوائية وبدون تنظيم وتفاجأت بقميص نادي العين الإماراتي ورقم ياسر معلق على واجهة المحل فضلاً عن قمصان الأندية السعودية الجديدة وتفاجأت أكثر عندما أخبرني البائع مقدار كمية بيع قميص نادي العين وكثرة الطلب عليه !.. أدركت بعدها لماذا لم ينجح الاستثمار الرياضي في بلادنا وأن الأندية ستظل حبيسة هبات أعضاء الشرف الذي تقلص عن الماضي بشكل كبير وأشفقت على مسئولي الأندية الذين بحت أصواتهم وهم يطالبون بحقوقهم وحماية منتجاتهم وإيقاف هذا الهدر في أهم مداخيل أنديتهم.. لن أبالغ إذا اعتبرت أن مبيعات قمصان الأندية هي رقم واحد من مداخيل الأندية في بلادنا طبعاً لو كانت أنظمة الحماية مفعلة وتطبق بشدة وحزم بالرغم من أن مبيعات المنتجات تأتي في بعض الدول الأوروبية في المرتبة الثالثة بعد النقل التلفزيوني والدخل الجماهيري.. ولكن حتى بيع القمصان وبكل أسف وألم شبه معطل عندنا بسبب الفوضى التنظيمية المتغلغلة في الكثير من الدوائر الحكومية فالرئاسة العامة لرعاية الشباب ترمي المسئولية على وزارة التجارة وضعف دورها في الرقابة والعقوبة والتجارة تقحم الجمارك في السماح بإدخال البضائع المقلدة والجمارك تسأل عن دور البلديات في منح الرخص والمتابعة وهكذا حتى ضاع رافد مهم وحيوي للأندية والضحية بالتأكيد هي الأندية التي لا تدري حماية استثماراتها بيد من ؟!.. أعلم أن هذا الموضوع يستفز بعض مسئولي الأندية لأنهم يعلمون مدى أهميته ولكن لا حول لهم ولا قوة وهو ما يجعلني أطالب مسئولي تلك الأندية بأن يبحثوا عن حلول أخرى في تسويق منتجاتهم وحماية أنفسهم.. وهذا أيضا ما يدفعني بأن أتوقع فشل مشروع مسئولي الاستثمار في نادي العين الإماراتي الذي أعلنوا عنه بتسويق قمصان ناديهم في المملكة بعد انضمام الكابتن ياسر القحطاني إلى ناديهم لأنه وبكل بساطة سيصطدمون بواقع مر عانت منه الأندية السعودية وعلى رأسها كبير الكبار الهلال الذي أكاد أجزم لو قدر له وسوق منتجاته بنفسه ووجد احماية الكافية لأصبح من أعلى الأندية دخلاً في آسيا. المنتخب والنقاد المتناقضون يعاني بعض المنتمين للوسط الرياضي من التطرف في التعامل مع واقع منتخبنا السعودي وأصبحت النتائج هي التي تتحكم في آراء البعض وإطلاق أحكام البعض الآخر فعند الفوز يصبح المنتخب الذي يقهر واللاعبون هم الأفضل وعند التعثر يحدث العكس وتنقلب تلك الإشادات إلى انتقادات قاسية ونبدأ في البحث عن ضحية نحمله مسئولية ذلك التعثر.. وطبعاً أسهل شي يجيده أكثر النقاد المتناقضين هو البحث عن أخطاء المدربين وتضخيم هفوات بعض اللاعبين ويتجاهلون لربما عمداً تخبطات المسئولين في لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم وبعض إدارات الأندية السابقين والحاليين التي تسببت بشكل مباشر في الاهتزاز الفني للرياضة السعودية.. وفي المقابل أكثر شيء تتقنه تلك الفئة من النقاد هو المبالغة في مدح بعض اللاعبين وتصوير أن المنتخب لن تقوم له قائمة إلا بوجودهم ولن يكون له حضور إلا بتواجدهم وكذلك الانتقائية في نقد بعض اللاعبين وأدائهم الذي هو مرتبط بأداء المجموعة التي حولهم.. الغريب والعجيب والمريب أن هؤلاء النقاد تتغير نظرتهم في المدرب السيد ريكارد حسب الأسماء التي يضمها والتشكيلة التي يلعب بها فإن وافقت أهواءهم أصبح المدرب العالمي الفاهم في علم التدريب وإن خالفت تطلعاتهم صار المدرب الذي لا يناسب المنتخب ولا يعرف إمكانيات اللاعبين !.. أعتقد أنه آن الأوان الذي يقف الجميع في وجه أولئك النقاد الذين يفسدون بآرائهم ولا يصلحون ويضرون بطرحهم ولا ينفعون خاصة أنه وضح للملأ انغماسهم في ميولهم وإقحامها في نقدهم وتأثيرها على تقييمهم الفني وبما أن الأيام القادمة للمنتخب مهمة والظرف عصيب أتمنى على الإعلام الصادق والنزيه الوقوف مع المنتخب أكثر مما مضى ليساعد المنتخب على تجاوز هذا المأزق الذي وضعنا أنفسنا فيه لنتأهل للمرحلة الأخيرة من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014 في البرازيل. نقاط سريعة * إذا رأت الإدارة الهلالية جدوى تجديد عقد الشريك الاستراتيجي موبايلي فأعتقد أن من أهم بنود العقد الجديد هو تعديل بند دخل متجر الهلال الذي بالرغم من دخله الهائل إلا أن النادي لم يستفد منه. * يحسب لأحمد الفريدي بأنه إنسان صريح وواضح عندما أعلنها صراحة بأنه سيلعب لمن يدفع أكثر وهذه النوعية من الناس سهل ومريح التعامل معها بعكس الشخص الغامض والمتردد الذي لا تدري ماذا يريد وبماذا يفكر ؟!. * أضم صوتي لصوت أستاذنا الكبير والقدير صالح السليمان بأن يكون للاتحاد السعودي موقف داعم للأندية التي تريد تحديد سقف أعلى للاعبين المحليين كما فعل الاتحاد الإماراتي لكرة القدم. * أكثر ما تجيده بعض اللجان في الاتحاد السعودي هو كثرة الدراسات والنقاشات أما القرارات الحاسمة فهي تتأخر كثيراً فهذه هيئة المحترفين في الدوري الإماراتي أقرت وبدون تردد موضوع التأمين على اللاعبين. * حتى مع أهمية مباراة المنتخب القادمة مع أستراليا مهم جداً بأن نتعامل معها باحترافية وذلك بعدم العودة للمعسكرات الطويلة التي تنعكس سلباً على اللاعبين وتؤثر على برمجة الدوري.