في مطلع الأسبوع الماضي، حزنّا كثيراً بفقد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله- الذي لبى نداء ربه، وانتقل من هذه الدنيا الفانية إلى الرفيق الأعلى في عليين إن شاء الله، مع الشهداء والصالحين. وفي مطلع هذا الأسبوع وفي ليلة السبت الموافق 2-12-1432ه صدرت الإرادة الملكية الكريمة بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للداخلية.. وكان لصدور هذه الثقة والإرادة الملكية الكريمة الوقع الحسن والصدى الطيب المبارك لدى جميع المواطنين.. وهذا التعيين أزال شيئا من الحزن الذي عم البلاد بأسرها بفقدان الراحل العزيز سلطان يرحمه الله. ولاشك أن خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يعمل جاهداً ليل نهار من أجل إسعاد المواطنين ومن أجل الحفاظ على كيان واستقرار هذا البلد المعطاء المملكة العربية السعودية، وحمايتها من كل الأخطار. وباختيار نايف لولاية العهد طمأن المواطنين.. وغيرهم من محبي السعودية بأن البلاد ولله الحمد تسير من حسن إلى أحسن في وضعها الاقتصادي.. واستقرارها الأمني والمحافظة على مكانتها الدولية بين دول العالم بما عرف عن المملكة من سياسة حكيمة وعمل دؤوب من أجل رفعة الوطن.. ومساعدة الآخر في دول العالم الإسلامي والعربي.. من المساعدات الإنسانية التي تكون المملكة سباقة في تقديم الدعم والعون في جميع الكوارث التي تحدث في أنحاء العالم بصرف النظر عن عقيدة تلك البلاد والمكلوم فقد وصلت المساعدات السعودية إلى كافة الدول من منطلق إنساني بحت.. ترجو وراءه المملكة وجه الله، وآخذة بالقول المأثور (وفي كل نفس رطبة حسنة). ونايف بن عبدالعزيز -حفظه الله- كرس حياته لمدة تزيد على (35) خمسة وثلاثين سنة من أجل أمن الوطن وحمايته من القلاقل.. وكان سموه موضع إعجاب دول العالم بحكم سياسته الحكيمة في معالجة القضايا.. وفي طليعتها قضايا الإرهاب الذي تمكنت المملكة بفضل الله ثم بفضل قادتها من كسر شوكته وكان ذلك موضع تقدير دول العالم.. وأخذت الدول الكبرى وفي طليعتها الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الأوروبية وغيرها أخذت من المملكة العربية السعودية النصائح والحكم في سبيل مكافحة الإرهاب. إن نايف بن عبدالعزيز رجل دولة من الطراز الأول فله في كل موقع موقف مشرف.. يواسي المحتاجين ويعمل على جمع شتات الأسر التي منيت ببعض أفرادها من الشباب المغرر بهم من قبل الفئة الضالة. فلم يكن سموه في يوم من الأيام حاقداً على أحد يعامل الإساءة بالإحسان.. يقول دائما وأبداً في كل مناسبة يتحدث فيها سموه عن الإرهاب.. وعن الشباب المغرر بهم: (نحن لا نأخذ أحداً بجريرة أحد أبنائه.. بل نعمل على إصلاح هذا الابن المغرر به.. لكي يعود إلى أهله ومجتمعه عنصراً فعالاً). فالكل يعلم مدى الجهود التي عملتها الدولة من أجل إعادة أبنائها المغرر بهم والمسجونين في أمريكا وغيرها. ولم تتشف بهم المملكة حينما وقعوا في الأسر.. في غوانتانامو وغيرها.. بل عملت جاهدة من أجل إخراج أبنائها من السجون.. وإعادتهم إلى الوطن.. ومناصحتهم وتوجيههم.. ولمّ شمل أسرهم.. وتسهيل أمور أسرهم لمقابلتهم وزيارتهم ما بين وقت وآخر حين تتم إجراءات المناصحة المعروفة. بل لم تكتف المملكة بهذا الجهد من أجل إسعاد أبنائها بل عملت على تزويج الكثير منهم على حسابها وتأمين مساكن لهم. إنها سياسة الدولة الراشدة.. وقيادتها الأمنية الممتازة التي تحتسب الأجر والثواب من الله في أعمالها.. تخاف الله وترجوه في جميع أعمالها وتصرفاتها. نايف بن عبدالعزيز هو رجل الأمن الأول.. في بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية.. وسموه الكريم موضع تقدير واحترام جميع فئات المجتمع على اختلاف طبقاتهم الصغار والكبار.. والرجال والنساء. إنه نايف.. خير خلف.. لخير سلف.. استبشر الناس خيراً بتعيين سموه ولياً للعهد ويحمدون الله أن وفق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وهو موفق ولله الحمد في جميع أعماله وقراراته، أمد الله في عمره وألبسه لباس الصحة والسعادة.. لقد استبشر الناس كثيراً بهذا التعيين وحمدوا الله على حسن الاختيار. وقالوا بلسان واحد: (لقد أعطى القوس باريها). هنيئاً لنا بقيادتنا الرشيدة الموفقة.. وهنيئاً للأمتين الإسلامية والعربية.. لأنها مهبط الوحي وحامية الحرمين الشريفين.. والمسؤولة عن أمن وسلامة الحجاج والمعتمرين. فاستقرار المملكة وازدهارها استقرار للجميع. حفظ الله بلادنا المملكة العربية السعودية بقيادتها الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية. حفظ الله الوطن من الفتن والقلاقل.. وصدق الله القائل: {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}. *عضو مجلس منطقة الرياض