أنعم الله سبحانه وتعالى على هذه البلاد بالنعم الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى ومن أهمها وجود العاصمتين المقدستين وبهما الحرمان الشريفان: قبلة المسلمين في جميع رقاع المعمورة ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي لا يخفى على أحد ما لهذين المسجدين من مكانة عظيمة لدى كل مسلم في أنحاء العالم وكماً يعلم الجميع فإن هاتين البقعتين الطاهرتين مقصد المسلمين كافة ولاسيما مكةالمكرمة في موسم الحج العظيم الذي فرضه الله على كل مسلم قادر ومن هنا أولت هذه الحكومة الرشيدة علي يد مؤسسها جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود عظيم الاهتمام بشأن هذين الحرمين الشريفين وتسهيل جميع سبل الراحة لكل حاج ومعتمر وقد تعاقب أصحاب الجلالة رحمة الله عليهم أجمعين وهم الملك سعود بن عبدالعزيز ومن بعده الملك فيصل بن عبدالعزيز والملك خالد بن عبدالعزيز في خدمة الحرمين الشريفين وتوفير كافة الإمكانات لخدمة الحجيج والمعتمرين وخلال تلك الفترات شهد الحرمان توسعات عديدة وأهمها ما تم في عهد مؤسس البلاد المغفور له الملك عبدالعزيز رحمه الله ، وما تم في عهد الملك سعود بن عبدالعزيز رحمه الله إلى أن نصل إلى أعظم وأكبر توسعة شهدها تاريخ الحرمين والتي تمت في عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله حيث أولى جل اهتمامه لخدمة الحرمين الشريفين وتسخير جميع إمكانات الدولة لخدمة ضيوفهما الكرام على مدار العام على مدى عشرين عاماً من حكمه حفظه الله والمتأمل في هذه التوسعات الكريمة في عهد مولاي حفظه الله يدرك مدى نجاح السياسة الحكيمة تجاه الحرمين ومدى الراحة والسهولة التي ينعم بها كل قاصد لهما حيث وفرت الدولة كل ما من شأنه خدمة ضيوف الرحمن وتسهيل أداء فرائضهم بكل يسر وسهولة بفضل من الله عز وجل ثم اهتمام القائد الباني، فرفع الحجيج والمعتمرون أكف الضراعة إلى الله أن يجعل ذلك في ميزان أعماله ويمد في عمره خدمة لدينه ثم عزاً لأمته، والله ولي ذلك والقادر عليه.