حينما وقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أمام جثمان أخيه فقيد الأمة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، يترحم عليه ويدعو له بالمغفرة والرحمة في موقف ومنظر مهيب تداعت مشاعر الناس في تلك اللحظات الحزينة واستشعرت اللحمة التي تتمتع بها بلاد الحرمين الشريفين قيادة وشعباً.. ... ذرفت الدموع وغصت بالحناجر العبرات على الفقيد الغالي. موقف مؤثر.. وفقد كبير.. ووداع حزين.. فاستحضر الجميع أن هذه هي سنة الحياة في محاولات للتخفيف عن النفس مما أصابها من هذا الرحيل لصاحب الأيادي البيضاء التي سخرها لأعمال الخير ومساعدة المحتاجين، وإغاثة الملهوفين وعلاج المرضى، وإعتاق رقاب، وأعمال خير كثيرة لا يمكن الإتيان عليها في هذه الواجزة. لا نملك في هذه اللحظات سوى الدعوات الصادقة للفقيد بالرحمة وأن يسكنه فسيح جناته. اللهم أبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار, اللهم عامله بما أنت أهله ولا تعامله بما هو أهله, اللهم اجزه عن الإحسان إحساناً وعن الإساءة عفواً وغفراناً, اللهم إن كان محسناً فزد من حسناته, وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سيئاته, اللهم ادخله الجنة من غير مناقشة حساب ولا سابقة عذاب, اللهم أنس في وحدته وفي وحشته وفي غربته, اللهم انزله منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين, اللهم انزله منازل الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً, اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة, ولا تجعله حفرة من حفر النار. اللهم أفسح له في قبره مد بصره وافرش قبره من فراش الجنة. وخالص العزاء وصادق المواساة إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وإلى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وإلى الأسرة المالكة والى الشعب السعودي بهذا المصاب الجلل. الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ البقرة 156 - 157