رحم الله سلطان الخير، صاحب التاريخ الناصع حبا ووفاء لبلاده ومواطنيه، وإن كنا نعزي والد الجميع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو النائب الثاني، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وأبناء وبنات الفقيد وكافة الأسرة الحاكمة فإننا أيضا نعزي أنفسنا جميعا، فالفقيد أحد أركان بلادنا الغالية على مدى عقود، وكل الشعب السعودي ومعه العربي والإسلامي يعرفون من هو سلطان، ففي كل منابت الخير له ثمار، وفي كل حقول السياسة له جولات تحمل النبل وحب السلام والوئام، ونبذ الخلافات ووحدة الصف، وإبطال عوامل الفتنة والتفرقة والحروب. لا يمكن أن نحصي تاريخه السياسي والاجتماعي والإنساني، له في ميادين السياسة إنجازات تدل على حنكة سياسة ونظرة تتجاوز الزمن والحدود، وحسن تعامل يشهد به العدو قبل الصديق، وحب يسع كل الناس. وفي مشارب الخير ودروب الإنسانية له بصمة لا تنسى، مع الكبار والصغار، داخل حدود بلادنا وخارجها، فلا حدود تقف أمام عطائه وبذله. له في كل معلم وطني ذكرى، قاد بناء قواتنا المسلحة حتى أصبحت قوة ضاربة تحمي بلادنا برا وبحرا وجوا، اعتنى بالعمل الخيري، وأسس مؤسسة الأمير سلطان للأعمال الإنسانية، فكانت صورة مشرقة ومشرفة في كل محافل الإنسانية. وإن كانت بلادنا تواري الثرى جسد سلطان الخير، فإن أعماله وإنجازاته ستبقى في ذاكرة التاريخ، ولن ينسى الشعب السعودي الوفي ذكرى الفقيد الطيبة، ومحاسنه التي يطول الحديث عنها، ومواقفه التي تعطر تاريخ الأرض والناس. اليوم الشعب السعودي يحزن لفقده، ولكن عزاءنا أن الله سبحانه حبى هذه الأرض الطيبة بأسرة مالكة، ثمارها وخيرها لا ينقطع بمشيئة الله، فبلادنا اليوم بقيادة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- تبقى شامخة، راضية بحكم الله وقضائه، فرحم الله سلطان بن عبدالعزيز وأسكنه فسيح جناته، إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ . رئيس مجلس إدارة غرفة الرياض