إنهنّ يأتين إليّ من الخليج والسعودية تحديداً، «محجبات» ولكن ذوقهنّ رفيع جداً، أقوم بتصميم ما يحتجن إليه هنا من «المجوهرات والألماس»، وأعيد تطوير الفكرة لتصبح من خطوط الموضة العالمية، لأنافس بها في إيطاليا وهونج كونج فهي تدرّ عليّ الكثير من المال !!. هكذا حدثتني أول وأشهر «مصمّمة مجوهرات» عربية، فهي تُطلق «نسبة كبيرة جداً» من تصاميم المجوهرات العالمية من خلال «محل صغير» لا تتجاوز مساحته ال «50 متراً» في بيروت، خلاف سلسلة المتاجر التي تمتلكها حول العالم، شدّني حديثها عن «المحجبات» السعوديات تحديداً و»صناعتهن للموضة»، فقالت إنّ «الحجاب» لديكم في الخليج «ملهم للمرأة»، ويشعرها كثيراً «بكينونتها الأنثوية»، وهو ما يساعد في «الطرح الجريء» للتصاميم، سواءً عندي أو عند صديقاتي من مصمّمات الأزياء، إنّ «أرقى القطع والمجوهرات» التي يتم عرضها اليوم وتشاهدها في «البوتيكات» هي نتاج ذوق «نساء محجبات», طبعاً حديثي معها مُسجّل وموثّق تلفزيونياً ولم يُعرض بعد. من هنا نعلم أنّ «ثقة المرأة» في نفسها هي أساس نجاح أي عمل تقوم به ، وأنّ «المرأة المحجبة» بيننا لا تعيش في «دائرة مغلقة» كما يعتقد البعض ويروّج لذلك، بل إننا نجد «نساء سعوديات» صحفيات وعاملات مرموقات يلتزمن بالحجاب، ويقدمن «نموذجاً رائعاً» للمرأة المتفتحة المتنورة والعصرية التي توازن بين حاجياتها وواجباتها، بشرط إتاحة الفرصة لها من «الرجل» الذي يساندها ويشاركها الحياة. وعلى العكس من ذلك في المجتمع أيضاً «نموذج» لنساء «مغيّبات «تماماً عن الحياة، فالزوج هو من يشتري ويفاصل ويتحرك، وهي فقط «ساكنة ومطيعة» لا تتدبّر من أمور الحياة شيئاً ولا تعلم ما يدور حولها، حتى لو كانت في مطعم «فهي لا تعرف كيف تطلب أو تتحاور مع الرجال» أو تسدد الفاتورة، فالرجل مسيطر على كل مناحي حياتها، ولا يمنحها الثقة في التصدّر لبعض الأمور لتتعلّم كيف تعيش في معترك الحياة، هي وأطفالها بعد وفاته ؟!. إنّ كثيراً من النساء يقعن ضحايا بعد «وفاة الزوج» أو الأب، بسبب عدم درايتهن وخبرتهن بأمور الحياة، فقد طُبق مفهوم «الحجاب» الذي يرتدينه بطريقة خاطئة، تم فيه «عزلهن» عن الحياة، وبحجة أنها «امرأة» !! فهن لا يعرفن كيف تسير الأمور, وهو ما جعلهن «صيداً سهلاً» لضعاف النفوس ممن يسيطرون على حياتهن ويسلبون أموالهن وممتلكاتهن بعد وفاة الرجل، لعدم وجود الخبرة والتجربة السابقة لديها في حياة الرجل وتحت نظره. مساهمة ومشاركة ومعاونة «المرأة» لزوجها أثناء حياته في إدارة المنزل وتدبّر الوضع المالي للأسرة, وإعطائها الفرصة في صُنع القرارات التي قد يراها الرجل بسيطة وغير مهمة وعادية، وتفويضها لتدبّر بعض الأمور حتى لو كان الزوج موجوداً، ثم إعادة تقييم خطواتها، له دور كبير جداً في حمايتها من الاستغلال من الآخرين بعد فقدان الرجل, لتبقى واثقة وقادرة على تدبّر حياتها وحياة صغارها دون خوف أو استغلال من أحد. الحجاب صنع الموضة بسبب ثقة من ترتديه بنفسها، فكيف نجعل منه نحن الرجال عازلاً لصناعة الحياة برمّتها بعدم ثقتنا فيمن تلبسه؟!. وعلى دروب الخير نلتقي.