في صباح يوم السبت الموافق 19-10-1432ه ودعت بريدة أحد أبنائها البررة وهو الأستاذ/ صالح بن سالم الدبيب مدير إدارة تنسيق الخدمات بإمارة منطقة القصيم. وحقيقة يصعب الكتابة عن زميل عايشته وعملت تحت إدارته سنوات ومهما كتبت وسطرت الأحرف والعبارات فلن أعطيه جزءاً مما يستحقه هذا الرجل يرحمه الله. لن أتكلم بمبالغة أو تحت تأثير العاطفة أو الحزن على رحيله فالجميع يشهد له بالإخلاص في عمله وهو إنسان عملي بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى ولا يعرف الراحة حتى ينجز العمل الذي أوكل إليه وهو باختصار رجل في رجال أي أنه يقوم بعمل عدة رجال ولو كان ذلك على حساب صحته ووقته فهو من النوع الذي ينسى نفسه أثناء العمل. نعم أعرفه تمام المعرفة وأعرف تحركاته السريعة فهو مذيع متعاون بمحطة تلفزيون القصيم والجميع هنا في بريدة والقصيم عموماً خاصة ممن عايشوا تلك الفترة يتذكر إطلالته بالشاشة الفضية بالتنبيه على دخول وقت الصلاة وتقديم الأخبار والبرامج في فترة نظام البث من محطات المناطق ثم بعد ذلك يذهب إلى مكتب جريدة الجزيرة ببريدة وينشر أخبار المنطقة والمقالات ويعرض بعض الصور ويقوم بتغطية بعض المناسبات والاحتفالات ويقوم بالتصوير بنفسه إذ يحمل معه كاميرا وفي ذلك الوقت كانت الكاميرا من الأمور (المستنكرة) ويلتقط كل ما يستجد في بريدة كفتح شارع أو إقامة مشروع واستمر محرراً نشيطاً ساعده على ذلك التعاون والتشجيع الذي يلقاه من مسؤولي التحرير في جريدة الجزيرة (وهي بالمناسبة من أوائل الصحف السعودية التي وقفت مع مدينة بريدة وساهمت في إبراز جميع مراحل تطورها). ونتيجة لهذا الجهد توفر لديه كنز من المعلومات والصور النادرة عن مدينة بريدة قبل أكثر من أربعين سنة وقد حاولت الحصول على بعض الصور فاعتذر قائلاً: (عفواً أخي أحمد هذه الصورة لا تقدر بثمن ولا أفرط فيها فالمعذرة). وهذه الجهود الإعلامية كان يقوم بها خارج وقت الدوام الرسمي. فبداية معرفتي به عام 1401ه تقريباً كان موظفاً في إدارة الحقوق العامة في إمارة منطقة القصيم وكان يمتاز بغزارة الأسلوب وسرعة تدفق العبارات وتحال إليه أكبر القضايا وأعقدها لمعالجتها ثم بعد ذلك صدرت أوامر المسؤولين بتكليفه بإدارة التنسيق وتنمية الخدمات وكان له بصمات ونشاط مذهل في متابعة مشاريع المنطقة وكان يتابع وحسب توجيهات المسؤولين مراحل إنجازها من بدايتها وحتى ترى النور وعند تأخر بعض المشاريع يأخذ التوجيه بمخاطبة الوزراء المعنيين بهذه المشاريع والاستفسار عنها وتذليل الصعوبات التي تعترضها وكذلك ترؤسه لعديد من الجان. أعرف أنني قد أطلت فعذراً ولو كان الأمر بيدي لما كفتني هذه الصفحة كاملة لأتحدث عن مآثر وصفات هذا الرجل الفقيد فوداعاً أبا عبدالحميد ولن تنساك بريدة ولن ينساك أهلها. ختاماً: أسأل الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وجميع موتى المسلمين. وأكرر عزائي لابنه الزميل عبدالحميد ولجميع أبنائه وأفراد أسرته وإخوانه. (*)بريدة