أيام خالدة في تاريخ الشعوب تصنع حضارات، وترسم أفق المستقبل، وتحدد معالم النهج الذي على هداه تنطلق بين الأمم. وعلى طريق الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه - تخطو المملكة خطوات واثقة تحت قيادة حكيمة نحو رفاهية الشعب السعودي ونمائه. وإن ما يتم اتخاذه من خطوات وقرارات وبرامج لتوفير فرص عمل كريمة لأبناء وبنات هذا الوطن إنما هو خير دليل على التزام القيادة بأمن ورفاهية المواطنين. إننا إذ نحتفى بهذا اليوم الوطني العظيم، نتخذ في وزارة العمل من هذه المناسبة دافعاً لأخذ قرارات وإطلاق مبادرات وبرامج لتوليد فرص عمل جذّابة لأبناء وبنات الوطن وتطوير مهاراتهم للحصول على هذه الفرص، وتنظيم وتحسين العلاقة بين العامل وصاحب العمل بأسلوب يراعي التوازن العادل بين كل من مصلحة العامل وصاحب العمل. وبحيث يتم من خلال ذلك الارتقاء بإنتاجية العمل من جهة، ورفع مستوى الحماية الاجتماعية وتحقيق معايير العمل اللائق للجميع من جهة أخرى. وتأتي هذه القرارات والمبادرات والبرامج بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- لتوفير فرص العمل لأبناء وبنات هذا الوطن المعطاء، وتوفير الحماية الاجتماعية لهم. ولقد كانت من بشائر هذا التوجه الأوامر الملكية التي صدرت قبل عدة أشهر التي منها دفع إعانة شهرية للباحثين عن عمل وتأمين مدة تعطل للذين يفقدون أعمالهم. وعلى هذا النهج أطلقت وزارة العمل برنامج نطاقات، وعدداً من القرارات الخاصة بعمل المرأة. كما أن هناك العديد من المبادرات التي ستخرج قريباً قبل نهاية هذا العام وفي مطلع العام القادم بحول الله لتكتمل منظومة سوق العمل الجديدة التي تحمل البشرى لأبناء الوطن الذين يستحقون ذلك، حيث لا يعقل أن يعجز وطن يستوعب أكثر من ثمانية ملايين عامل وافد عن استيعاب أبنائه في حال تأهيلهم وتدريبهم. وهم على ذلك -إن شاء الله- قادرون. فليكن احتفاؤنا باليوم الوطني احتفاءً بتحقيق إنجازات على أرض الواقع، وبما نخطط له، لنساهم بدورنا في تحقيق غد مشرق لأبناء هذا الوطن وبناته. راجين من الله العلي القدير أن يوفقنا في أداء الأمانة المُناطة بأعناقنا من قبل ولي الأمر، تجاه الوطن والمواطنين. - وزير العمل