يصادف يوم الجمعة 1432/10/25 , 23سبتمبر 2011م الموافق الأول من برج الميزان ذكرى عزيزة على قلب كل مواطن في بلادنا الغالية؛ كيف لا تكون كذلك وهي تذكرنا بتأسيس هذا الكيان العظيم - المملكة العربية السعودية - وتوحيده على يد القائد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل آل سعود رحمه الله رحمة واسعة؛ الذي جاهد بطول هذه البلاد وعرضها للم شملها وإعادة توحيدها تحت راية التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله) تلك الراية العالية التي رفعها الإمام محمد بن سعود عندما تحالف مع الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمهما الله وأجزل لهما المثوبة على ما قاما به من عمل عظيم في تجديد التوحيد لدى كثير من الناس وتنقيته مما لحق به من البدع والضلالات في ذلك الوقت. ليأتي الملك عبد العزيز مع رجاله المخلصين فيقوم بتوحيد أرجاء هذه المملكة الفتية وتوطين وتثبيت دعائم الأمن والاستقرار فيها تحت اسم (المملكة العربية السعودية) بعد أن كانت إمارات وقبائل متفرقة يسودها عدم الاستقرار وتشتعل فيها الحروب ويدور الاقتتال فيما بينها حيث تنتشر الفوضى وقلة الأمن بتلك الأرجاء في ذلك الحين. وقد تغيرت الأحوال ولله الحمد بعد مجيء القائد المؤسس الملك عبد العزيز رحمه الله، بفضل من الله ثم بفضل الجهود الجبارة التي بذلها هذا القائد العظيم على مدى عقود من الزمن في سعيه لتحقيق وحدة هذا الوطن والتي تحققت ولله الحمد في عهده يرحمه الله ثم بدأ في سعيه لتأسيس دولة حديثة في توطين جزءاً كبيراً من سكان هذه البلاد والذين كانوا يقيمون في البادية لبعد نظره يرحمه الله وعلمه بأن الأمن والاستقرار هما الطريق الرئيس والوحيد للنهوض بالوطن والمواطن والدخول بهما إلى بوابة التمدن التحضر. وقد سار أبناؤه من بعده الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد رحمهم الله جميعاً ليكملوا المسيرة التي بدأها والدهم الملك عبد العزيز تغمده الله برحمته؛ وعملوا على تعزيز وحدة البلاد وتدعيم وإرساء دعائم أمنها ورخائها؛ حتى أتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز؛ هذا العهد الزاهر الميمون حيث تسارعت بفضل الله ثم بفضل حرصه واهتمامه حفظه الله وتيرة التطور والنماء في بلادنا الغالية وتنوعت لتشمل كافة مناحي الحياة فيها وتعم جميع أرجاء البلاد بدون استثناء مظاهر التنمية والمدنية والرقي، ومن أهمها مجال الاستثمار في بناء الإنسان السعودي، حيث يخصص للإنفاق على التعليم والتدريب مبالغ سنوية وافرة من إجمالي الميزانية العامة للدولة، وقد وصل عدد الطلاب والطالبات في مدارس التعليم العام قرابة خمسة ملايين طالب وطالبة، وزاد عدد صروح التعليم العالي عن ثلاثين جامعة يدرس فيها مئات الآلاف من الطلاب والطالبات داخل وطننا الغالي. هذا فضلا عن الطلاب والطالبات الذين يتلقون علومهم في أعرق الجامعات في أصقاع العالم المختلفة ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي الذين يقارب عددهم مائة وخمسين ألف طالب وطالبة، وكذا اهتمامه رعاه الله بأحوال المواطن المعيشية ومن ذلك حزمة الأوامر الملكية السامية التي أصدرها حفظه الله ورعاه في سبيل رفعة المواطن ورفاهيته ورخائه. ومثل ما كانت القيادة محبة لمواطنيها وتحنو عليهم وتحرص على كل ما فيه خير البلاد والعباد ، فإن الشعب يبادل قيادته وفاءً ومحبةً ودائماً ما يلتف حول قيادته في كل الأحوال والظروف، فهنيئاً لهذا الشعب بهذه القيادة الرشيدة والحكيمة وهنيئاً لهذه القيادة بهذا الشعب الوفي المخلص. ويسعدني بهذه المناسبة الغالية أن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لحكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وإلى جميع مواطني هذه البلاد الغالية، سائلاً الله أن يعيدها على الجميع بالخير والسعادة. إن الوطن ليس أرضاً نعيش عليها فقط، وإنما هو كيانٌ شامخُ يعيش بداخل كل مواطن من أبناء هذا الوطن الطيب المعطاء. حفظ الله لهذه البلاد أمنها واستقرارها ورخاءها في ظل حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز حفظهم الله جميعاً ذخراً لهذه البلاد وأهلها. أ.د. بدران بن عبد الرحمن العمر- جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن