في حالات نادرة يدخل وزير التعليم العالي د. خالد العنقري في اشتباك إجرائي أو إعلامي مع أحد من زملائه الوزراء.. وكان دائماً يتراجع عن الصف قليلاً ليفسح المجال لمسؤولي قطاعه للحديث عن المشروعات.. لكننا هذه المرة نطالبه بأن يتقدم الصف ويدافع وبقوة عن مشروع الملك عبد الله للابتعاث الخارجي؛ لأن البرنامج دخل في المرحلة السابعة وبدأت عقولنا المهاجرة والمحملة بالغنائم العلمية العودة إلى أوطانها. الاشتباك الذي افترضه سيكون بين وزير التعليم العالي د. خالد العنقري من جهة، ووزراء العمل والخدمة المدنية والتخطيط من جهة أخرى، وسوف يتركز النقاش والحوار مع وزيري العمل والخدمة المدنية... والسؤال، هل إذا عاد المبتعثون حاصلين على شهادات عليا ومن أفضل الجامعات العالمية سيتم ضمهم إلى برنامجي: جدارة وحافز وطابور الانتظار. وتضم أسماؤهم إلى قائمة الخدمة المدنية ووزارة العمل وصندوق الموارد، ثم هل تستغل الشركات والمؤسسات بالقطاع الخاص أسماءهم من أجل رفع نسبة السعودة والتهرب من خطوط نطاقات والقفز إلى الأخضر؟ يقول الدكتور خالد العنقري في تصريحه أثناء افتتاح ملتقى المبتعث السعودي الثاني في أوتاوا بكندا: (إن برنامج الابتعاث لم يكن عشوائيا... ان المملكة تحتضن قرابة 8 ملايين أجنبي يعملون في المملكة ولا يعقل أن سوق العمل لا يستطيع أن يستوعب مائة ألف متخرج من أفضل الجامعات المتميزة عالمياً... وان لم يقبلهم سوق العمل فهذا يشير إلى وجود أمر غير عادي... وان المبتعثين لا يتسولون للحصول على وظائف، بل إنهم يخلقون وظيفة لأنفسهم). انتهى حديث د. العنقري، والكرة الآن في باب وزارتي العمل والخدمة المدنية... ونعود لسؤال: هل تخرج الجامعات السعودية التي عدد طلابها يفوق مليون طالب، والجامعات العالمية مائة ألف طالب وطالبة ليتم تسجيلهم في ذيل قائمة حافز وجدارة والاصطفاف؟ ثم هل الجامعات ستوقف تدفق الخريجين لحين أن ينتهي وزير العمل من نطاقات وألوانها؟ تحت أي ظرف يجب عدم إيقاف مشروع الملك عبد الله للابتعاث الخارجي كما يجب عدم إفشاله لأنه بوابة فتحت للعلم، وفضاء معرفي لهذا الجيل من الشباب والشابات من أجل التنوع المعرفي والاستزادة واستثمار الطاقة البشرية. فلا يجب أن تخلق له العقبات والتعقيدات وتخويف طلابنا بحافز وجدارة والبطالة وهنا دور وزير التعليم العالي في الدفاع عن جيل الجامعات العالمية في أمريكا وأوروبا وكندا واستراليا واليابان والصين في الضغط باتجاه إيجاد وظائف مناسبة لهم خاصة المتميزين في المجالات العلمية وعدم تركهم لقوائم وطوابير حافز وجدارة وصندوق الموارد البشرية... وبالمقابل تقع على وزير العمل مسؤولية خفض الرقم (8) ملايين أجنبي إذا أراد أن يخفض نسب البطالة، والتخفيف من قوائم حافز، مع آليات جديدة أقوى فاعلية من نطاقات وألوانها الطيفية، فالدفعات الأولى من المبتعثين بدأت العودة والقطاع الخاص بواباته وأسواره أسمنتية في وجه أي باحث عن العمل إلا إذا قبل بشروط النطاقات رواتب رمزية واسمية لتحسين وتعزيز صبغات اللون الأخضر. أنا هنا لا أحرض وزير التعليم العالي د. خالد العنقري لكن ليتنبه ويكون حذرا من إفشال وإيقاف مشروع الملك عبد الله للابتعاث الخارجي تحت أي ذريعة أو معطيات، فالمشروع بدأ قبل برنامجي حافز وجدارة وعلى أصحاب البرنامجين معالجة مشكلاتهما بعيدا عن المبتعثين والعزف على نغمات المبتعث العاطل وبطالة دكاترة الجامعات العالمية والجامعات الداخلية وغير ذلك.