جاسر عبد العزيز الجاسر جميلٌ جداً أن تضبط هيئة الرقابة والتحقيق 6543 سيارة حكومية وهي تُسْتَعمل وتُسْتَغل في غير ما هي مخصصة له وفي غير الأوقات الرسمية، وأنَّ تلك السيارات تُستعمل في مخالفة فاضحة للأنظمة والتعليمات. هيئة الرقابة والتحقيق أوضحت أن الجولات الميدانية لتقييم أداء الجهات الحكومية المشمولة ببرامج المراقبة كشفت للهيئة استغلال السيارات الحكومية من قبل الموظفين الذين تقع هذه السيارات في عهدتهم. وما كشفته هيئة الرقابة والتحقيق مشاهدٌ ويعرفه القاصي والداني، فجميعنا نشاهد السيارات الحكومية وفي غير أوقات العمل الرسمي تُستخدم من قبل الموظفين وحتى أبنائهم وأقاربهم، ونرى أن بعضاً من المركبات الرسمية يقودها شباب مراهقون، بل ويَستغل صفة تلك السيارة ويزاحم المواطنين الذين يقودون سياراتهم..!! طبعاً جيدٌ وجميلٌ أن تعلن هيئة الرقابة والتحقيق عن هذا الاكتشاف الذي يعرفه الجميع، وأجمل منه أن نرى اختفاء لظاهرة استعمال واستغلال السيارات الحكومية في غير المهام التي سُلِّمت من أجلها للموظفين لينجزوا الأعمال المنوطة بهم خدمةً للصالح العام. جميلٌ جداً، إلا أنَّ هذا (الفساد) الصغير يخفي فساداً أكبر نأمل أن تتشجع هيئة الرقابة والتحقيق بعد أن توصلت إلى (فضح) عمل يُمارس في وضح النهار، عليها أن تواصل فضح الكثير من الأفعال المشينة التي تُصَنَّف -وهي كذلك- من أكثرها شيوعاً تلزيم الأعمال من الباطن من مقاولات وتستر وهي جميعها أفعال تعد من الباطل. هذا فساد كبير منتشر، ومع فرحنا بما حققته هيئة الرقابة والتحقيق في الإعلان عن الفساد الصغير المعروف، نأمل أن يشجعها ذلك لفضح الفساد الكبير والذي بات هو الآخر مفضوحاً ولكن دون أن يُعلن عنه كفساد مستشرٍ في الكثير من الوزارات والدوائر الحكومية. فبالإضافة إلى التسيب في العمل مما يؤدي إلى تأخير إنجاز معاملات المواطنين، هناك كلام مستمر ومنذ وقت طويل عن فساد في إسناد المناقصات العمومية وتلزيم لمن يدفع أكثر وتفشي أسلوب (المناقصات) على شركات ومؤسسات معروفة التي تسلمها لتنفيذها إلى مقاولين من الباطن وما يعتريها من تلزيم ورشاوى يعرفها هذا القطاع.