أكد سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة، ورئيس هيئة كبار العلماء على ضرورة استغلال الأيام المباركة -ما تبقى من شهر رمضان- في الاستزادة من أعمال الخيرات والتوبة، فمن عليه حق أن يؤديه لصاحبه، ومن وقع في خطأ أو ارتكب إثما أن يعلن توبته ويقلع عنه، ومن عليه دين وقادر على سداده أن يعيده إلى صاحبه، أو غير قادر أن يلجأ إلى الله ويتضرع إليه أن يعينه على رده لصاحبه، ومن اقترف ظلما فيرد الحق لمن ظلمه، وأن يسأل الجميع الله صوما وقياما مقبولا، في هذه الأيام الفاضلة. جاء ذلك في خطبة الجمعة التي ألقاها سماحته في الجامع الكبير بوسط الرياض لافتا أن صدقة الفطر شرعها نبينا- صلى الله عليه وسلم-، وأمره صلى الله عليه وسلم مطاع لكل مسلم، وهي مفروضة على كل المسلمين صغارهم وكبارهم، فقيرهم وغنيهم، كل من كان عنده ما يزيد عن نفقة عيد وليلته، وهي تخرج من طعام البلد الذي يعيش فيه المسلم صاع من تمر أو أرز أو اقط أو شعير، وتخرج على الحر والعبد وعن الخدم الذين هم يعملون لدينا، فمن عنده خدم في بيته ومن تكفل بالإنفاق على أي شخص يعيش معه وجب عليه أن يخرج عنه زكاة الفطر. وأضاف سماحته ان هذه الزكاة فرضها الرسول- صلى الله عليه وسلم- لحكم عظيمة منها شكرا لنعم الله علينا على إتمام الصيام والقيام ومضي الحول على بدن المسلم وهو صحيح معافى، وأنها تطهير للصائم مما حدث أو وقع منه من لغو وفحش، فهي طهرة للصائمين وطعمة للفقراء والمساكين. وأشار المفتي العام إلى ان وقت إخراجها قبل صلاة العيد، وقال من أخرجها قبل صلاة العيد فهي زكاة مقبولة، ويجوز أن يخرجها قبل العيد بيومين أي يوم الثامن والعشرين والتاسع والعشرين من شهر رمضان أو ليلة العيد لمن شق عليهم إخراجها قبل صلاة العيد، وأن تخرج من طعام وقوت البلد الذي يعيش فيه المسلم، وقال: إن إخراجها قيمة لا يجوز لأنه لم يرد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن أخرجها قيمة، ولا عمل به خلفه- صلى الله عليه وسلم- من الخلفاء الراشدين رغم توافر الأموال في أيديهم في الفتوحات الإسلامية، وان إخراجها ظاهرة يشاهدها الناس، ومقدارها صاع بصاع النبي «الصاع النبوي»، وحذر سماحته ممن يتهاونون في إخراجها بزعم أنهم نسوها أو أهملوها وقال «هذا أمر لا ينبغي»، وأكد سماحته على إعطائها للفقير المستحق أو من ينيبه عنه، فتسلم للمحتاج أو الوكيل الذي يؤديها، وتخرج في البلد الذي يعيش فيه المسلم لأن ذلك أفضل، وقال من الخطأ أن تعطى للواقفين عند الباعة فيأخذونها من المتصدق ويبيعونها للبائع مرة أخرى بثمن أقل، مؤكدا على أن تخرج من طيب ما تجدون لأن الله طيب لا يقبل إلا طيبا.