في مقالة سابقة، عن السيد (متفائل) وبنك التسليف، تحدثت باختصار عن بعض معاناة يختبرها كل من يتقدم لبنك التسليف بطلب تمويل لمشروعه الصغير أو الناشئ، ولم أكن آمل من نشر هذه المقالة غير أن يولي البنك اهتماماً أكثر للوقت الطويل الذي يفرض على طالب التمويل انتظاره حتى يُبَّلغ بقبول تمويل مشروعه من عدمه، لأن تركه هذه الفترة الطويلة ينتظر المجهول وقد يكافأ على طول انتظاره بعدم قبول تمويل مشروعه، يفقده الوقت والبحث واستغلال الفرص الأخرى، علاوة على ما في هذا من امتهان له ولحاجته.. ولم أتطرق لإجراءات التمويل أو ما ورد في لوائحه وتصنيفاته، رغم أهميتها إلا أنها تأتي في نظري في المرتبة الثانية. الشيء الذي أريد التأكيد عليه أننا وعندما نتكلم عن قطاع أو جهة ما وننتقدها في مسالة أو جزئية محددة، لا يعني هذا أننا نغفل أو لا نرى حجم ما تقدمه هذه الجهة أو تلك في إطار نشاطها العام للوطن وللمواطن، ولكن ومن باب التعاون على تكامل الأداء ليرتقي ويصل للكمال الإنساني - وإلا فالكمال لله وحده - نثير ما نثيره من سلبيات أو معوقات مستندين على أن الانتقاد إنما يأتي من كبر الأمل وحسن الظن، فأنت إن لم تكن تظن في أحد خيراً لن تصعد أو ترتقي بمتطلباتك أو وسائل تحقيقها، يحضرني هنا معادلة كنت قد أشرت إليها سابقا وهي أن الرضا هو حاصل قسمة الأداء الفعلي على الأداء المتوقع، ويتحقق الرضا عندما يكون ناتج القسمة واحد أو أكثر، بينما لا يتحقق الرضا إن قل عن واحد مهما ارتفع مستوى الأداء أو أبدع فيه من يقدمه، فالمسألة مرهونة بحجم ما يتوقعه الناس ويأملون.. ما أسعد السيد (متفائل) وعمّق من حجم تفاؤله، أن تفاعل المسؤول مع ما كتب كان مثاليا ورائعاً ومخلصا، فقد تلقيت اتصالاً كريماً من مدير عام بنك التسليف والادخار الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز الحنيشل، بين فيه كثير من الأمور التي يعملون على تقويمها وتصحيحها، وحجم العمل الذي تم إنجازه خصوصاً في التمويل الاجتماعي، وأن البناء بطبعه يتطلب وقته الذي لن يتعدى بحول الله شهر رجب الماضي، الدكتور الحنيشل وهو يتفاعل مع ما يطرح من موضوعات تتعلق بما هو مناط به من مسؤوليات يجسد الإحساس بالمسؤولية ويجسد لمَ نحسن الظن به ولم نتكلم ونثير ما نظنه صوابا وإن غاب عنا كثير من التفاصيل، لأننا وببساطة نثق به ونحسن الظن به وأن حدود توقعاتنا بتواجده على رأس الهرم كبيرة، وستكبر بما يظهره من تفاعل وتفهم لما يطرح من قضايا تهم المواطن. هذا الموقف يستوجب الشكر لسعادة الدكتور إبراهيم الحنيشل، والدعاء له ولجميع العاملين في البنك أن يعينهم ربهم على تقديم ما نظن أنهم أهل له، لكن أصل الشكوى يبقى كما هو فلا زال بنك التسليف يسوف ويباعد بين الأمور وتحقيقها، ويفرض على المواطن شهوراً إن لم تكن سنيناً ليعرف فقط إن كان سيتم تمويل مشروعه أم لا، ويبتعد بهذا أكثر عن تلمس ما يصاب به المواطن من إحباط وضياع وقته خلف حلم قد لا يتحقق له في نهاية صبره... للتذكير فقط فقد فات رجب، وشعبان ونحن في أواخر رمضان ولا يزال الوضع كما نعرفه، والأحلام تحبط بطول الانتظار على الرغم من تفاعل الدكتور الحنيشل الذي نقدره... والله المستعان. [email protected]