تمكن الفريق الطبي في مركز المخ والأعصاب بمستشفى د.سليمان الحبيب بالقصيم في أول أيام تشغيله برئاسة الدكتور يحيى مينا استشاري جراحة المخ والأعصاب الحاصل على الزمالة البريطانية من إجراء عملية معقدة لشاب في الثامنة عشرة من عمره كان قد تعرض لحادث سير أصيب على إثره بكسر مضاعف في العنق ودخول ما يشبه الشعر في منطقة فقرات الرقبة على مستويين مختلفين. خضع المريض لعدد من الفحوصات المخبرية والإشعاعية التي شملت التصوير بالرنين المغناطيسي MRI والتصوير الطبقي المقطعي CT.SCAN بالإضافة إلى خضوعه لعدد من الفحوصات العصبية لتخطيط الدماغ. وتم تجهيز المريض للجراحة وأجريت العملية على مرحلتين الأولى تمكن الفريق الطبي خلالها من إزالة الديسك بين الفقرات وزراعة ديسك صناعي آخر وتثبيت الرقبة من الجهة الأمامية عن طريق صفيحة معدنية، أما المرحلة الثانية فتم خلالها إجراء جراحة من الجهة الخلفية للرقبة وتثبيت براغي معدنية لتثبيت الرقبة بشكل جيد. أجريت العملية عن طريق الجراحة المجهرية surgical microscope باستخدام أحدث التقنيات في هذا النوع من العمليات مثل الميكروسكوب العصبي Pentero والذي يتميز بدقة عالية في الجراحة العنقية cervical surgery. ووفر المستشفى عددا كبيرا من وحدات الدم التي تتوافق مع فصيلة دم المصاب استعداداً لأي حاجة لنقل دم خلال العملية ، كما تم توفير مواد خاصة تتحكم في عملية تجلط الدم أو تسرب السائل الهلالي من العمود الفقري. وهذا أسهم في تفادي المضاعفات أو المشكلات أثناء الجراحة وبعدها. وسبقت العملية تحضيرات عالية المستوى من جانب الفريق الطبي حيث خضع فريق التمريض لتدريبات مكثفة على خطوات العملية من خلال تمثيل للحالة والتعرف على الأخطاء التي يمكن الوقوع فيها خلال العملية لتجنبها أثناء الجراحة الفعلية. وقد تكللت العملية بنجاح كبير وتمكن الفريق الطبي بفضل من الله من إنقاذ المريض من كسر العنق، وتحسنت حياته كثيراً بعد العملية واستطاع المريض ممارسة أنشطته اليومية بفضل الله عزل وجل.