أظهرت إحصائية حديثة أجرتها الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في دبي نمو السياحة الخليجية إلى دبي بنسبة 79% خلال الفترة من 15 يونيو إلى 2 يوليو الجاري، بالمقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وهو ما يعد تأكيداً على مكانة دبي كوجهة مفضلة للعطلات خلال فصل الصيف للعائلات الخليجية والمقيمة في الخليج. وكانت دبي قد أصبحت في السنوات الأخيرة خيارا رئيسياً لملايين السيّاح العرب بشكل عام، وخصوصا الخليجيين، بسبب المميزات التي تقدمها الإمارة كوجهة للسياحة العائلية والتسوق، فضلا عن أن موقع الإمارة يعد واحدا من أهم عوامل الجذب. وفي حديث مع صحيفة الجزيرة، أكد سعادة العميد عبيد مهير بن سرور، نائب مدير الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في دبي أن «مدينة دبي تتمتع بكافة المقومات والبنية التحتية السياحية التي تجعلها تنافس بقوة العديد من المدن السياحية العالمية، وهو ما يظهر بوضوح من خلال إحصائياتنا السنوية والتي تظهر ارتفاعاً منتظماً لعدد السياح من المناطق المجاورة سنوياً، وخاصة العائلات الخليجية التي ترى في دبي ما يلبي تطلعاتها من حيث عوامل الجذب التي تناسب كافة أفراد العائلة». «سعوديون» في دبي والتقت (الجزيرة) بعدد من العائلات السعودية الزائرة لمدينة دبي، والتي لا تستطيع العين إغفال الأعداد الهائلة منهم في أرجاء مدينة دبي الساحرة، وأبدى رب العائلة السيد نادر العتيبي فرحته الغامرة في المجيء لمدينة كمدينة دبي، حيث قال: دبي مدينة تجيد صناعة الفرح، وهي مناسبة لكل الأعمار والفئات، فالأطفال يجدون ما يسرهم ويدخل الفرحة لقلوبهم من مدن للألعاب وصالات سينما مخصصة لهم، إلى جانب النشاطات المختلفة بقيادة «مدهش» الذي أصبح معشوقاً للأطفال في الصيف. أما الشابة «أنوار سلطان» والتي لم تخفِ دهشتها بالتطور الذي تلحظه يزداد مع مرور السنوات في دانة الدنيا «دبي»، وشرحت ل(الجزيرة) كيف أنها منذ عشر سنوات تأتي لدبي في كل صيف ولا تزال هذه المدينة ترسم على ملامحها السرور والبهجة، وتابعت بحماس شغوف قائلةً: هل تعلم لماذا أفضل دبي على عدد من الدول الأوروبية؟ لأنها مزجت الحضارة العربية والإسلامية في قالب متحضر ومتمدن وذو طابع غربي، ففي دبي أجد ناطحات السحاب والمباني الضخمة، وفي نفس الوقت أجد التراث وعبق الماضي الأصيل. «مدينة مذهلة، لكن ينقصها الأجواء الجيدة في فصل الصيف»، بهذه الجملة والتي قالها بنبرة استياء تحدث لنا الشاب إبراهيم الدوسري والذي أوضح ل(الجزيرة) أن هذه هي الزيارة الثالثة له لمدينة دبي، وبات من عشاقها الحريصين بشكل دائم على زيارتها والاطمئنان على معشوقته السياحية، ولم ينكر إبراهيم الدوسري غلاء بعض الأسعار في بعض الأماكن السياحية، لكنه في نفس الوقت أعجبه تنوع الفرص والفعاليات في مفاجآت صيف دبي والتخفيضات التي تشمل جميع الماركات في المهرجان. نتائج إيجابية من جانب آخر أوضح سعادة العميد ابن سرور أن «النتائج الإيجابية التي تم تسجيلها حتى الآن تبشر بأن موسم الصيف يشهد زخماً ملحوظا حاليا، وسط توقعات باستمرار الطلب السياحي خلال الفترة المقبلة، إذ باتت الإمارة مرادفاً للمبادرات المبدعة والمبتكرة»، مشيرا إلى «انعكاس نتائج الجولات الترويجية لإدارة مفاجآت صيف دبي في الدول الخليجية على أعداد السياحة الخليجية إلى دبي»، واستطرد بالقول إن «العروض الترويجية المغرية، التي تقدمها الفنادق، ومراكز التسوق المنتشرة في أرجاء الإمارة، أسهمت في استقطاب أعداد كبيرة من السياح الأجانب، خصوصا مواطني دول مجلس التعاون الخليجي». فريق تساهيل وقال سعادة العميد عبيد مهير بن سرور في حديثه ل(الجزيرة): «الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في دبي شكلت عدة فرق من موظفيها أطلق عليه اسم فريق «تساهيل»، للقيام بالتركيز على الارتقاء الدائم بنوعية الخدمات والتسهيلات، التي تقدم للمسافرين القادمين إلى مطار دبي»، وقد اجتمعنا مع الشركاء الاستراتيجيين في مطار دبي الدولي، واطلعنا على مواعيد ذروة وصول المسافرين، والمعلومات الأولية حول عدد الرحلات وأعداد المسافرين والقادمين، إذ عمل الفريق لمساعدة العائلات وكبار السن على سرعة إنجاز معاملاتهم». وحول قيمة التأشيرات السياحية أكد بن سرور أن «قيمة التأشيرات السياحية إلى دبي تعد الأقل سعرا على مستوى العالم، إذ تبلغ قيمة التأشيرة 220 درهما، والتي تستمر شهر قابلة للتمديد، بينما تبلغ قيمة التأشيرة السياحية للمقيمين في الخليج 185 درهماً». وحول الإجراءات التي تعتزم الإدارة اتخاذها بهدف التسهيل على المسافرين بيّن أنه «يجري حاليا تفعيل التحول نحو المعاملات الإلكترونية، وذلك وفق خطة الإدارة الإستراتيجية من خلال مجموعة من الخدمات الجديدة مثل خدمة التأشيرة الإلكترونية لمقيمي دول مجلس التعاون»، وأن تلك الخدمة تهدف إلى تقديم تأشيرات سياحية لزيارة دولة الإمارات واستخراجها إلكترونيا لجميع الفئات في الدولة وخارجها، من خلال استخدام أحدث الوسائل التقنية المتطورة مثل شبكة الإنترنت، وأجهزة الهاتف النقال»، وأشار إلى أن «خدمة التأشيرة الإلكترونية تقوم بإبلاغ المتعاملين فورا عند إصدار تأشيرات الزيارة والإقامة الخاصة بهم على هاتفهم النقال، وتقديمها بالهاتف عند وصوله مطار دبي»، وتوقع أن «يتم تفعيل تلك الخدمة مع نهاية العام، حيث تأتي هذه الإجراءات ضمن توجهات الإدارة لمواكبة التطورات والمستجدات المتسارعة في الميادين المختلفة محليًا وعالمياً». وأضاف أن «الإدارة في بحث مستمر عن أحدث التقنيات الإلكترونية وتقنية المعلومات على المستويين الإقليمي والدولي وتوظيفها بما يتلاءم مع خدمة المتعاملين، والتي من شأنها تسهيل المعاملات لجميع الزوار والمقيمين والسياح القادمين إلى دبي». وختم العميد حديثه بأن «استخدام جواز السفر الإلكتروني سيسهم كذلك في التسهيل بشكل واضح على المسافرين، إذ سيمكنهم من استخدام البوابات الإلكترونية في المطار، خصوصا في ظل زيادة عدد تلك البوابات لتبلغ نحو 100 بوابة في مطارات الدولة، حيث يعد هذا الرقم الأعلى على مستوى مطارات العالم»، لافتا إلى أن «الإدارة قامت بإنجاز نحو 99% من الترتيبات المتعلقة بإطلاق خدمة جواز السفر الإلكتروني».