- كلنا نعرف أن النفط كان يُسمى الذهب الأسود -أطال الله عمره- كما قال عنه طويل العمر مليكنا المفدى ذات خطاب له. وقد دهش حينها الناس عن هذا الذي يقول عنه خادم الحرمين الشريفين إن بلادنا بخير ما دام طويل العمر موجود لدينا. وحينما فهم الناس أن الملك يعني النفط شعروا بفخر لوجود هذه الثروة الوطنية الهائلة في بلادنا ولا سيما وأن أغلب مثقفي المنطقة كانوا (يستحون) أمام المزايدين من أقرانهم العرب من التغني بالنفط فيما الأقران كانوا يتغنون بذهب بلادهم الأبيض أي القطن أو بذهب بلادهم الأخضر أي الزيتون. أما أنا وأعوذ بالله من الأنا والأنانية فاسمحوا لي أن أتغنى باللؤلؤ الأصفر وما أدراك ما اللؤلؤ الأصفر! مع أن الكل يعرف أن اللؤلؤ الأصلي الذي تغنى فيه بحارة الخليج -قبل اكتشاف اللؤلؤ الصناعي- يميل لونه إلى الفضي، أما لؤلؤي الأصفر الذي أعنيه فهو (الشعير) وأكرر الشعير لا القمح!! وذلك لأن الشعير في هذه الأيام أصبح الحصول عليه أصعب من الحصول على اللؤلؤ الأصلي ولا سيما بالنسبة لمربي الماشية البسطاء الذين يعتاشون على تربيتها فقط وليس لهم دخل سواها. وأقول إن السبب في ندرة الشعير كعلف للماشية وكذلك ارتفاع سعره المهول (إن وجد!!) لا علاقة. والله للدولة فيه. وأشهد شهادة حق أن صاحب السمو الملكي النائب الثاني وزير الداخلية قد حذّر مراراً وتكراراً من يتلاعبون بسعره أو يحتكرونه في المخازن الخاصة بهم ولدرجة التشهير بهم، بل وملاحقة شاحناتهم لتطرح حمولتها في الأسواق بالسعر الذي حددته الدولة. ولكن بعض الاستغلايين والاحتكاريين والمتهربين من تنفيذ أوامره الكريمة هم السبب الحقيقي في جعل الشعير أندر وأغلى من اللؤلؤ. لذا إن لم تُحلّ هذه المشكلة التي أخذت تكسر ظهر الثروة الحيوانية في مملكتنا الغالية، فلا تستغربوا إذا جاء أحدكم أيها الإخوة القراء ليخطب ابنة أحد رعاة الماشية يوماً ما وقال له: مهر ابنتي -أيها اللحية الغانمة- مائة كيس شعير بالتمام والكمال!! فإذا كان أبو العروس صاحب قناعة ودين فلا تستغربوا أن يقول للخاطب المسكين يكفينا منك مائة حبة شعير.. واكتب يا كتّاب الكتاب!