حققت الإدارة الهلالية خلال الفترة الماضية نجاحاً كبيراً، بحسم صفقتين من العيار الثقيل، بالظفر بخدمات المغربي عادل الهرماش اللاعب البارز في محور الارتكاز إلى جانب المهاجم البارع مواطنه يوسف العربي الذي لفت الأنظار في فرنسا، مما أجبر الصحافة الأوروبية لطرح علامات الاستفهام بقبوله لعرض الهلال وتركه لعروض أوروبية بارزة، في تأكيد أن الهلاليين نجحوا في استقطاب لاعب له قيمة فنية جعلته مطلوباً من أندية أوروبية عريقة، ولم يقتصر تفكير صنّاع القرار في البيت الهلالي على التوقيع معهما لمرحلة معيّنة أو لفترة إدارة معيّنة، بل أثبت رئيس الهلال الأمير عبد الرحمن بن مساعد وشقيقه الأمير عبد الله بن مساعد، أن همّهما الأول والأخير الرقي بالهلال وتطويره، وذلك ثبت جلياً بالتوقيع مع نجمي منتخب المغرب لمدة 4 سنوات لترك الفرصة للاستفادة منهما على عدة أوجه، ولعل المتابع الرياضي رصد جيداً الفائدة المادية التي جناها الهلاليون من البرازيلي نيفيز والروماني رادوي، بعد أن استفاد منهما على المستطيل الأخضر، فالهلاليون وصلوا في الفترة الراهنة الى مستوى متقدم في الفكر حينما يهمون بالتفاوض مع أي لاعب وهو ما جعل الهلال يكزن موجوداً على صفحات الإعلام الأوروبي وقنواته الفضائية خلال السنوات الثلاث الماضية، بسبب تعاقداته المميزة التي أشاد بها المنافسون قبل المحبين. وحتى لا أبخس بقية فريق العمل حقهم فبلا شك ان اللجنة الفنية الهلالية تزخر بأسماء مميزة ساهمت في نجاح الصفقات الزرقاء البارزة، فسمو الأمير فهد بن محمد والأمير نواف بن سعد ومدير إدارة الكرة سامي الجابر والمستشار الفني فيصل ابو اثنين، كان لهم دور كبير في تقديم الآراء الفنية المقنعة التي قادت الهلاليين للوصول لتعاقدات تنعكس إيجابياً على الفريق الأزرق وتبقيه بطلاً وصديقاً لمنصات التتويج. ولكن لأنه (الهلال) فتجد كل تحركات مسؤوليه تحت (المجهر) فحتى دخول رئيس الهلال لعالم المغردين في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) جعله البعض قضية كبيرة.. رغم أن سموه كان واضحاً ان الهدف الرئيسي من وجوده هو التواصل مع الجماهير الزرقاء ومتابعة آرائهم إضافة للتواصل مع محبي الشعر.. وكان سموه حينها واضحاً حينما شدد غير مرة أنه لن يتخذ من صفحته على (تويتر) موضعاً لإعلان آخر أخبار الفريق الهلالي، من قرارات تتخذها الإدارة او صفقات تبرمها، ولعل عشرات الآلاف من متابعي سموه تأكدوا تماماً من ذلك، بعد ان تعاقد الهلال مع الهرماش والعربي وكان الإعلان الرسمي عنها عبر المركز الإعلامي.. فرئيس الهلال حتى ينال إعجاب البعض، عليه ان لا يتصفح الشبكة العنكبوتية وعليه ان ينطوي على نفسه في غرفة مغلقة.. وعليه ان لا يحتفل بالبطولات مع أصدقائه في منزله، بل الواجب ان يذرف الدموع وهو يهم بالنزول من منصة التتويج وحينها ربما يرضون !! ورغم ذلك كله أعتقد ان رئيس الهلال اكتسب ذات المناعة التي يتمتع بها سامي الجابر أمام بعض الانتقادات (السخيفة)، وأصبح يمضي بهلاله نحو القمة تاركاً للبعض الركض خلف سفاسف الأمور.. فالهلال وفقاً لتعاقداته الماضية ووجود عناصر محلية قوية وإدارة احترافية وجماهير وفية يسير في الطريق الصحيح. بقي ان أشير إلى أن صفقة الهرماش التي أبرمها الهلاليون قبل أسابيع تمّت بسرية كبيرة حتى وصل اللاعب للرياض، وكذلك العربي الصفقة التي انفردت (الجزيرة) بها تم التوقيع معه بعد 24 ساعة من ظهور الخبر، في الوقت الذي ظهر اسم مدرب النصر الأورجواني عبر الإعلام قبل تعثر الصفقة، كما أن محترف الشباب جيباروف تم تسريب اسمه للإعلام قبل التوقيع معه، والحال ينطبق على المصري شيكابالا والمشهد يتكرر مع الأهلي بتعاقده مع الكولومبي بالومينو والبرازيلي كماتشو اللذين نشر اسماهما عبر الصحف قبل التوقيع كما هو الحال مع عبد العزيز فلاتة الذي انتقل من القادسية للنصر. في تصوري ان الهلال هو الفريق الوحيد الذي يبدأ موسمه ببطولة قبل ان تبدأ المنافسات، وتتمثل في استمرار شخصيتين بحجم الأمير عبد الرحمن بن مساعد والأمير عبد الله بن مساعد بالقرب من صناعة القرار في النادي العاصمي الكبير، فاستمرارهما مكسب كبير والشواهد عديدة.