الشاعرة سوزان عليوان وصفت مشاعر متسول في ديوانها.. لنتخيل المشهد.. وقالت: بعينين مفقوءتين يتوسل نظرة حنان صافية نظرة واحدة لا يعكرها اشمئزاز ولا تبدلها شفقة نظرة إنسان لأخيه الإنسان لكن العابرين سريعاً بمعاطفهم لا يرون فيه سوى متسول معوق في زاوية من رصيف يقذفون في راحة يده المتشققة قروشاً قليلة ويختفون. وكتبت سوزان عليوان عن العاملة السيلانية التي تطل من حافة الشرفة.. وقالت: من خلف النافذة والمطر يلوحان ليدها المرفرفة بخرقة مطبخ مبقعة بالصلصة والزيت ونجوم الفحم وهي تلوح تلوح تلوح من البناية المقابلة من خلف حبال الغسيل والمطر كأنها عاشقة على شاطئ أزرق لاحت في الأفق سفينة حبيبها. وتقول سوزان عليوان في قصيدة أخرى: منذ طفولة لم تعشها منذ حافر حظ كانت ترسمه ابتسامة على شبابيك المطر منذ أن اكتشفت الظلام وخوفها من الظلام في ليل الغربة القاسي الطويل وهي تنتظره: فارس بعينين لوزيتين وقلب من سكر بلمسة يعيد الفرح مهراً على جبهته هلال في صهيله سماء من نجوم.