تلقى رجال الأعمال والمسؤولون الرسميون السعوديون دعوة مفتوحة ومدعومة من نائب حاكم منطقة الأمازون جوزيه أوليفرا للمشاركة بصورة أكبر في الاستثمارات والجهود التي تعتزم منطقة الأمازون (وسط البرازيل) تنفيذها خلال السنوات المقبلة، مؤكدا أن تلك الشراكة ستعود بالنفع على أهم اقتصاديين ناشئين في مجموعة العشرين، يتسابقون مع دول العالم الأول نحو التقدم الاقتصادي والاجتماعي. وقال نائب الحاكم خلال استقباله أمس الأول للوفد السعودي الزائر الذي يترأسه الدكتور يوسف بن طراد السعدون وكيل وزارة الخارجية للشؤون الاقتصادية والثقافية ويشارك فيه عدد من المهتمين وطلاب وطالبات من جامعات سعودية، أن الاقتصاد السعودي اقتصاد قوي ومنفتح وعلى البرازيليين الاستفادة منه بصورة أكبر. وأضاف «المملكة هي من أهم الدول العربية بل وفي منطقة الشرق الأوسط التي تتطلع البرازيل إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي معها.. ولدينا الكثير من القضايا المشتركة التي تتصدرها قضايا البيئة والطاقة». وأكد نائب الحاكم أن الاقتصاد السعودي يعد مثالا ممتاز للاقتصاد الجيد والمنفتح، مشيرا إلى أن فرص تطوير الشراكة بين البلدين كبيرة ويمكن أن تعود بفوائد غير متوقعة على المملكة والبرازيل. وتابع» تطوير علاقات البلدين سيحقق مستقبل أفضل للاقتصاديين البرازيلي والسعودي، من خلال تبادل المزايا الاقتصادية والثقافية والاجتماعية لكل بلد.. وأنا متأكد أن البلدين يسيران في الطريق الصحيح نحو تحقيق ذلك».وأوضح خوزيه أن قضايا البيئة والطاقة هي عنوان المرحلة المقبلة للعالم، ولدينا في هذا الصدد نحن البرازيليين والسعوديين اهتمامات مشتركة، مبينا أن منطقة الأمازون في البرازيل تعد أكثر مناطق العالم أهمية لإحداث توازن بيئي على الصعيد العالمي. وقال «يمكننا بالفعل أن ننفذ خطط تعاون مشتركة ومهمة مع السعوديين في منطقة الأمازون، وستكون تلك المشروعات المشتركة خدمة ليس فقط للبلدين بل وللعالم أجمع.. لان المحافظة على منطقة الأمازون هي خدمة للعالم، فالحفاظ على هذه المنطقة مهم لاستمرار التوازن الطبيعي على الأرض.. فنهر الأمازون مثلا يتمتع بعائد اقتصادي عالي ليس للبرازيل فقط بل للاقتصاد العالمي والاقتصاد السعودي». من ناحيته ثمن الدكتور يوسف السعدون الاستقبال المثالي الذي أبدته منطقة الأمازون للوفد السعودي، مؤكدا أن الهدف الأساسي من الزيارة هو إحداث تبادل ثقافي بين شباب المملكة والبرازيل بغرض تحقيق تقدم حقيقي في مستوى علاقات البلدين على كل الأصعدة. وأضاف المملكة ليست مجرد بلد منتج للنفط، هناك تنوع ثقافي ومزايا متعددة تتمتع بها المملكة، يمكنها إحداث تقارب أكبر بين البلدين مما قد يحدثه التقارب الاقتصادي على الرغم من أهميته.. في المملكة نؤمن بأهمية قضايا البيئة كعنوان لمستقبل العالم، كما أننا نؤمن بأهمية الشباب في قيادة المستقبل». وقال السعدون أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز تتطلع إلى بناء علاقات سلام وبناء ومحبة مع كل العالم، ومع البرازيليين بصورة خاصة، مشيرا إلى أن ذلك هو المفتاح الحقيقي لإحداث أي تعاون اقتصادي أكبر. وزاد» هؤلاء الشباب يمكن أن يكون من بينهم قادة في المستقبل وقد يحققون تبادلا حضاريا أكبر بين البلدين وأكثر مما قمنا نحن به، لذلك عمدنا أن يكونوا في مقدمة اهتماماتنا خصوصا أنهم يشكلون النسبة الأكبر بين سكان المملكة والبرازيل، نحن ننظر للقيمة المضافة التي تحدثها الزيارات المتبادلة بين شبابنا، خصوصا أن البلدين هما اليوم عضوين في مجموعة العشرين، وهناك الكثير من القضايا الدولية، التي علينا العمل عليها معا». ودعا الدكتور السعدون شباب البرازيل المشارك في اللقاء إلى زيارة المملكة والإطلاع عن قرب على المزايا التي تتمتع بها التي يأتي في مقدمتها التنوع الجغرافي والسكاني بين مناطق المملكة المختلفة. وقال ممازحا الحضور والشباب البرازيلي» أعدكم أنكم ستشاهدون أضخم صحراء في حياتكم».إلى ذلك سيطرت قضايا البيئة ومشروعات الطاقة المتجددة التي حققت فيها البرازيل تقدما ملحوظا، على زيارة وفد منتدى الشباب السعودي البرازيلي إلى منطقة الأمازون (مدينة ماناوس)، حيث فتح الشباب السعودي مع نظرائهم البرازيليين في جامعة الأمازون العريقة في المدينة، حواراً مفتوحاً حول البيئة ومصادر الطاقة على اعتبار أن المملكة هي أكبر منتج للنفط في العالم، فيما تعد البرازيل من أكثر الدول تقدما في إنتاج الطاقة البديلة (الوقود الحيوي). وبحث الطلاب المشاركون في الأهمية التي باتت عليها موضوعات الطاقة والبيئة والدور السعودي في سوق الطاقة العالمي، ومساهمتها في قضايا البيئة، ومواقف المملكة من القضايا الإقليمية والدولية، إلى جانب الإطلاع على التجربة البرازيلية في مجال إنتاج الطاقة ونقل التجربة السعودية في إدارة الحشود.وشهدت زيارة وفد منتدى الشباب السعودي البرازيلي عرضا قدمه أساتذة وطلاب جامعة الأمازون التي يعود عمرها إلى ما قبل 100 عام، تناولوا من خلالها تاريخ منطقة الأمازون والأهمية التي تتمتع بها ليس على صعيد الدولة والقارة فقط، بل وعلى الصعيد العالمي، إذ توفر غاباتها الممتدة على مساحة تعادل نحو 11 دولة أوروبية ثلث أكسجين العالم، كما اطلع الشباب السعودي على أسلوب التعليم والأبحاث التي تعتمدها جامعة الأمازون. فيما قدم العرض الثاني الدكتور سامي براهمين، أمين عام منطقة مكةالمكرمة تناول من خلاله الجهود التي تبذلها المملكة لإدارة الحشود، حيث شاهد الطلاب البرازيليون الكيفية التي تدير بها المملكة زيارة أكثر من 3 ملايين زائر إلى المشاعر المقدسة في مكةوالمدينة مواسم الحج والعمرة، والآلية التي تتبعها السلطات السعودية لضمان أفضل إدارة لتلك الحشود سواء على الصعيد السكني أو الصحي، إلى جانب الخطوات التي تتخذ لتخفيف عمليات الازدحام في الأماكن الضيقة.من جهة أخرى زار الدكتور سامي والوفد المرافق له مديرة جامعة الأمازون الفيدرالية ،حيث عبروا لها عن شكرهم لاستضافة الجامعة الحوار الشبابي البرازيلي السعودي، كما أبدى الوفد إعجابه بالمستوى العلمي المتقدم في مجال بحوث الطاقة المتجددة وعلوم الأحياء، كون الجماعة تقع في أحد أهم المحميات البيئة العالمية.بعد ذلك قام الطلاب السعوديون والبرازيليون بزيارة ميدانية داخل غابات الأمازون شاهدوا فيها نوع وطبيعة الأشجار التي تحتويها أضخم منطقة غابات في العالم، إلى جانب أشهر الحيوانات والطيور التي تحتويها، واستمعوا خلال الجولة الميدانية إلى شرح من قبل المشرفين على تلك الغابات، تبين من خلالها الأهمية التي يوليها البرازيليون لهذه المنطقة التي تضم نحو 18 مدينة برازيلية. وتأتي زيارة الوفد السعودي في إطار تعزيز دور الشباب السعودي في مد جسور التواصل الحضاري والإنساني مع شعوب العالم، وفقا للقيم السامية المستمدة من شريعة الله وسنة نبيه، بغية تمكين شباب المملكة على حمل رسالة مملكة الإنسانية لكل سكان الأرض، رسالة أخذت من تاريخ هذه البلاد أصلا لها، وحملت رؤية مستقبلية مضمونها الوفاق والسلام خطتها يد خادم الحرمين الشريفين بلغة الحب والاحترام المتبادل ليقرؤها جميع أصحاب الأديان والثقافات المختلفة.