الأبناء والأحفاد هم مهجة القلب ولهم مكانة في القلب والنفس لا تعدلها مكانة، وعند فقد أحد منهم فإن الحزن يكون كبيراً سواء كان هذا الابن صغيراً أو كبيراً، أقول هذا الكلام وفي ذهني المصاب الكبير بفقد صاحبة السمو الملكي الأميرة منيرة بنت سلطان بن عبد العزيز رحمها الله وأسكنها فسيح جناته، فسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود -أمد الله في عمره - ابتلاه الله بمصيبة فقد أحد الأبناء، وهو لا شك مؤمن احتسب مصيبته عند الله سبحانه وتعالى لينطبق عليه قوله سبحانه وتعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}. والأمير سلطان يعرفه الجميع بأنه محتسب يرجع لربه في كل أموره مؤمن بالقضاء والقدر وأنه معروف بوقفاته ومواساته مع كل صاحب مصيبة فهو سحابة الخير ورجل البر والإحسان، فقد تعودنا من سموه الكريم مسح دمعة اليتيم وتخفيف المصاب ويردد ما قاله نبينا الكريم حين مات نجله إبراهيم، فالقلب يحزن والعين تدمع ولا نقول إلا ما يرضي ربنا. ومما يخفف المصاب علينا جميعاً ما عرفت به الأميرة منيرة بحب الخير والإحسان والعطف على الفقراء والمساكين. وعزائي وعزاء الشعب السعودي (وكله أسرة واحدة) كله موصول لأشقاء وشقيقات الفقيدة الكرام وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان ابن عبد العزيز مساعد وزير الدفاع والطيران. وأما نجلها الأكبر صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد، الرئيس العام لرعاية الشباب فإني أعزيه وأشقاءه وشقيقاته وأقول له ما قاله صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن فهد رئيس ديوان مجلس الوزراء وزير الدولة عضو المجلس، حيث قال للأمير نواف: أخي نواف لا شك أن فراق الوالدة مصيبة وأي مصيبة، ولكن اعلم أخي الحبيب أن ما حصل لها -رحمها الله - مقدر عليها من قبل مقدر الأقدار وكاتب الآجال ومن قبل أن تخلق السماوات والأرض، وتذكر قول الله تعالى: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ}، وقوله سبحانه: {فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ}، وتذكر قول نبينا صلى الله عليه وسلم: (من أصابته مصيبة فقال كما أمر الله إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلفني خيراً منها إلا فعل الله ذلك به). وفي ختام حديثي هذا أكرر الدعاء بالمغفرة والرحمة لصاحبة السمو منيرة ولجميع موتى المسلمين، وأدام الله على وطننا الكريم نعمة الترابط والتكاتف وجعلنا أسرة واحدة تحت ظل قيادتنا الحكيمة.