يرعى صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وزير الدولة، عضو مجلس الوزراء، رئيس الحرس الوطني حفل تدشين عدد من المشاريع الحيوية في الشؤون الصحية بالحرس الوطني، وجامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية، ومركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية، صباح يوم السبت 9 رجب 1432ه الموافق 11 يونيو 2011م في قاعة المؤتمرات بكلية الطب بجامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية. ذكر ذلك معالي الدكتور بندر بن عبد المحسن القناوي المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بالحرس الوطني، ومدير الجامعة منوهاً برعاية وتشريف سمو الأمير متعب بن عبد الله لحفل تدشين هذا المشروع الذي يشمل مركز الملك عبد العزيز لأمراض وجراحة القلب، ومركز سليمان بن عبد العزيز الراجحي للإصابات والجراحة، وبنك الدم، ومباني كليات الطب والتمريض والصحة العامة والمعلوماتية الصحية، ومبنى دار الضيافة بالإضافة إلى عدد من المشاريع العلمية لمركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية مثل بنك دم الحبل السري وبنك الحمض النووي والسجل الوطني لتطابق الأنسجة، مضيفاً أن هذه المشاريع تأتي في سياق التطور المتصل والملحوظ الذي تشهده الشؤون الصحية والجامعة في إطار خططها الرامية لاستكمال بنياتهما التعليمية والتدريبية والبحثية والعلاجية التي تؤهلهما إلى مصاف المراكز العالمية التي تتكامل فيها برامج التعليم والتدريب وخدمة المجتمع من خلال تقديم خدمات صحية متطورة، وذلك تحقيقًا لرسالتهما الهادفة إلى إعداد وتأهيل أجيال واعدة مؤهلة بالعلم والخبرات والمهارات اللازمة للانخراط والمشاركة الفاعلة في تقديم خدمات مميزة في مجال الرعاية الطبية والصحية وبما يتواكب مع حركة النمو المتسارع في كل قطاعات بلادنا. وتابع معاليه مبيِّنًا أن الجامعة - كما أراد لها وخطط لها رائد نهضتنا التعليمية والعلمية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - تتبنَّى خططًا تعليمية رائدة داخل بيئة أكاديمية متميزة، ولأجل ذلك تعتمد على أحدث مناهج التعليم الصحي الإلكتروني، وتسترشد بأفضل مقومات البحث العلمي، وتهيئ لطلابها برامج تدريبية مكثفة في مختلف التخصصات الطبية بمدينة الملك عبد العزيز الطبية - كأفضل مركز طبي وعلاجي إقليميًا وعربيًا - ليتخرجوا وهم على دراية كاملة بواجباتهم المهنية، وبدورهم في تقديم رعاية صحية آمنة وسليمة بالمملكة العربية السعودية، مع المشاركة الفاعلة في ترقية الخدمات الطبية والعلاجية المتاحة في جميع مؤسسات قطاعنا الصحي. واختتم معاليه حديثه مؤكدًا على الاهتمام والدعم المستمرين اللذين تحظى بهما مشروعات الشؤون الصحية والمدن الجامعية الجديدة بالمناطق الوسطى والغربية والشرقية من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله -، وما تجده من رعاية ومتابعة مباشرة من سمو الأمير متعب بن عبد الله ومعالي الأستاذ عبد المحسن بن عبد العزيز التويجري نائب رئيس الحرس الوطني المساعد. وتجدر الإشارة إلى أن جامعة الملك سعود بن عبد العزيز تنفرد بريادتها في مجال الصحة العامة والمعلوماتية الصحية، حيث تقدم كلية الصحة العامة والمعلوماتية الصحية برامج ماجستير في تخصصات المعلوماتية الصحية، في إدارة الأنظمة والجودة الصحية، في الوبائيات والإحصاء الحيوي، وكذلك في الصحة العامة. وتهدف الجامعة من هذه البرامج إلى سد النقص الشديد في الكفاءات المتخصصة في الأقسام الحيوية الخاصة بالرعاية الصحية لكي تتمكن من تقديم رعاية صحية متكاملة حديثة تدعمها نظم وتقنية المعلومات. وتعمل الجامعة في الوقت الحاضر إلى البدء في برنامجين على مرحلة البكالوريوس في مجالات المعلوماتية الصحية: نظم المعلومات الصحية، وإدارة المعلومات الصحية. ومن جانب آخر يرتكز منهج كلية الطب الأكاديمي في الجامعة على أربعة محاور أساسية هي محور العلوم الأساسية والسريرية ومحور المجتمع والطبيب ومحور المريض والطبيب ومحور التطور الذاتي والمهني. وتستمر الدراسة لمدة ست سنوات أكاديمية لمسار خريجي الثانوية العامة وأربع سنوات لمسار خريجي الجامعات وتنقسم الدراسة إلى ثلاث مراحل تبدأ بمرحلة تمهيدية للطب لمدة أربعة فصول دراسية، ومرحلة طبية لمدة أربعة فصول والمرحلة الثالثة التي تشمل التدريب السريري ومدتها أربعة فصول أكاديمية. ويمثل بنك الحبل السري أحد المشاريع العلمية لمركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية، ويمثل نقلة نوعية في طبيعة المشاريع العلمية التي يعمل عليها المركز، ويستهدف المشروع إلى تأمين مخزون من الأنسجة لعلاج العديد من الأمراض المستعصية مثل الخلل النخاعي العظمي وأمراض الدم السرطانية والاعتلال الهيموجلوبيني وفقر الدم المنجلي. كما سيتيح المشروع فتح أبواب واسعة في مجالات البحث العلمي لاكتشاف تطبيقات علاجية جديدة لدم الحبل السري. والسجل الوطني لتطابق الأنسجة أحد المشاريع الحيوية لمركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية ويهدف إلى إيجاد سجل وطني للمتبرعين بالخلايا الجذعية التي يمكن الاستفادة منها في علاج تقريباً 65% من الأطفال المصابين بأمراض سرطان الدم والأنيمياء المنجلية والثلاثيما ونقص المناعة الوراثي والذين تعذر تطابق الأنسجة لديهم مع أقاربهم. وبنك الحمض النووي أحد المشاريع العلمية التي يعمل عليها المركز ضمن مشروع البنك الحيوي السعودي الهادف إلى إنشاء قاعدة بيانات حيوية يستفاد منها في فهم الآثار المجتمعية، والبيئة، ونمط الحياة life style على الأمراض الشائعة، مما سيسهم في فهم أفضل لعلاقة العوامل الوراثية والبيئية بالمرض، مما يدعم فرص القدرة على التنبؤ بالمخاطر، والرفع من فاعلية العلاج. ومركز سليمان بن عبد العزيز الراجحي لجراحة الإصابات يحتوي على مبنى مميز شُيد بأحدث المواصفات الهندسية العالمية في مجال طب جراحة الإصابات، وقد تم بناؤه على نفقة الشيخ سليمان بن عبد العزيز الراجحي، ويقع داخل مدينة الملك عبد العزيز الطبية في الجهة الغربية من المستشفى الرئيس. ويتكون من خمسة أدوار على مساحة قدرها ثمانية عشر ألف متر مربع وبسعة 175 سريراً ويضم: وحدة للعناية المركزة بسعة تسعة أسرة - وحدة للعناية بالحروق بسعة ثمانية أسرة - ووحدة لإعادة تأهيل مرضى الإصابات - وأربع غرف عمليات، بالإضافة إلى جميع الخدمات المساندة من غرف للإمدادات الطبية وغرف للأجهزة والمعدات الطبية وصيدلية وغرف لاستقبال وانتظار المرضى ومكاتب للأطباء الاستشاريين. ومركز الملك عبد العزيز لأمراض وجراحة القلب يتوسط مدينة الملك عبد العزيز الطبية وبه أربعة طوابق تم تجهيزها بأحدث ما توصلت إليه التقنيات المعاصرة من أجهزة طبية حديثة، وتصل السعة السريرية للمركز 133 سريراً، ويتميز بتطبيق أول برنامج تشخيصي للقلب يعتمد على التصوير المقطعي بالبوزتيرون وهو الأول من نوعه على مستوى المنطقة مما سيسهم في دقة تشخيص أمراض القلب بتحديد مناطق تدني تدفق الدم ومناطق الانسدادات كما يساعد في تقصي الأورام الخبيثة وانتشارها ومدى استجابة المريض للعلاج. ويسهم المركز في توفير البيئة التدريبية والتطبيقية لطلاب وطالبات كلية الطب بجامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية. ودار الضيافة تم إنشاؤها على نفقة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بهدف توفير سكن ملائم للمرضى المحتاجين ومرافقيهم من داخل وخارج الرياض مع تقديم جميع الوجبات والخدمات بدون مقابل. ويتكون المبنى من 75 غرفة منها غرف مفردة، وغرف مزدوجة، و23 جناحاً ويتم تشغيله ذاتياً عبر عدة أقسام تشمل الاستقبال وخدمة الغرف والتغذية والخدمات المساندة. والتوسعة الجديدة لمبنى بنك الدم والمتميز بالموقع المثالي للمراجعين دون الحاجة لدخولهم المستشفى مع مواقف مخصصة لهم. يتوفر في المبنى أربع غرف للفحص الأولي للمتبرعين، وعشرة أسرة لسحب الدم، وستة أسرة عالية التجهيز لمتبرعي الصفائح الدموية، وتصل الطاقة الاستيعابية للمركز إلى 250 متبرعاً في اليوم.