فاصلة: (المهم في الثورة هو عدم تحطيم الكثير من الأواني الخزفية) -حكمة عالمية- هل يمكن أن تمر هذه الثورات العربية دون أن يلتقط طفل اليوم الذي اعترك ساحات المعرفة مبكراً، قيماً عدة من أهمها أنه ربما سيطلق على هذا الجيل «جيل الثورة» بدلا من الصفة التي لازمت جيلاً كاملاً سابقاً حيث كان يطلق عليه جيل النكسة. أطفال الثورة داخل بلدانها بالتأكيد دفعوا ثمناً غالياً من حياتهم وأحلامهم تجاه إقحامهم في مشاكل الكبار. ولكن ماذا عن أطفال العرب خارج بلدان الثورة، كيف يقرؤون ما يعرض خلال الإعلام المرئي وما يسمعون من نقاشات دائرة في منازلهم وبين أعضاء أسرهم؟ فأنا أفهم أن تصبح لدى أطفالنا الصغار مصطلحات أو شعارت مثل «الشعب يريد إسقاط النظام» لكن لا أفهم أن نعاقب براءة الطفولة وهذا ما حدث في إحدى مدارس دولة خليجية حيث لم يدر في خلد الطفل المصري «باسم» ابن العشر سنوات والذي يدرس في الصف الخامس الابتدائي في إحدى المدارس أنه بسؤاله الطفولي لمعلمته (لماذا لا تعملون ثورة في بلدكم؟) يقضي على حياته الدراسية، حيث أتى الجواب قراراً بفصله نهائياً من كل مدارس التعليم العام (النظامين الصباحي والمسائي). هكذا يقول الخبر الصحفي. والد الطفل حاول أن يقنع وزارة التعليم بأن ابنه مجرد طفل لا يفقه معنى كلمة ثورة، وهو يقلد ما يشاهده في وسائل الإعلام وموجات التظاهرات التي تعم أجزاء من الوطن العربي، إلا أن وزارة التربية اعتبرت سؤال الطفل محاولة تحريض على الثورة بين الطلاب. والسؤال: هل بالفعل لدى الأطفال القدرة على التحريض؟ هل ستساعد الثورات في الانتباه إلى أن الطفولة بكل براءتها يمكن أن تختزن الوعي لإعادة صياغة المجتمعات؟ إن ربيع الثورات العربي لن ينتهي دون أن يشكل في وجدان الأطفال قيماً راسخةً من المطالبة بالحقوق والتمسك بحرية التعبير لكننا لا نستطيع التنبؤ بمستقبل هؤلاء الأطفال ما لم تنته الثورات التي ما زال بعضها قائماً لم يشهد نهاية اسقاط النظام الظالم.