في صبيحة يوم الأحد الثالث عشر من شهر جمادى الأولى من عام 1432ه رعى معالي وزير الشؤون الاجتماعية د. يوسف العثيمين، والشيخ سليمان الراجحي حفل تدشين صندوق الاستدامة المالية الذي أنشأته مؤسسة سليمان الراجحي الخيرية، وكان حفلاً منظماً بطريقة تثير الإعجاب، حضره عدد كبير من رؤساء ومديري المؤسسات والجمعيات الخيرية من مناطق المملكة جميعها، وتحدث فيه د. عبد الرحمن بن سليمان الراجحي نيابة عن والده الشيخ سليمان مؤكداً حرص مؤسستهم الخيرية على أن يؤتي هذا الصندوق ثماره المرجوة في دعم المشروعات الاستثمارية التي تحقق للمؤسسات والجمعيات الخيرية دخلاً مالياً ثابتاً يغنيها عن الاعتماد الكلي على تبرعات المحسنين التي تزيد وتنقص بحسب أحوال الناس الاقتصادية، ثم شرح الدكتور محمد الخميس المدير التنفيذي لهذا الصندوق فكرته، والخطوات العملية التي تمت، والخطة المستقبلية لهذا العمل الخيري المهم، مشيراً إلى أن المؤسسات والجمعيات الخيرية تعتمد في وقتها الراهن على التبرعات بما نسبته 85 %، وهذا يعني أنها تعتمد بصورة كبيرة على مصادر دعم غير ثابتة معرضة للزيادة والنقص مما يؤثر في مستوى ما تقدمه تلك المؤسسات من خدمات في مجال العمل الخيري، وقد عجبت - شخصياً - لهذا التأخر في بلاد المسلمين في دعم مؤسسات وجمعيات العمل الخيري بأوقات دائمة تحقق لها مصادر مالية ثابتة، مع أن هنالك تصريحات تطلق منذ سنوات بأن الجمعيات الخيرية جادة، وبأن رجال الأعمال جادون في تحقيق هذا الأمر، ومصدر العجب أن الغرب قد سبق إلى هذه المصادر (المستدامة) منذ عشرات السنوات، ونحن - المسلمين - بما نملك من قدرات مالية هائلة، ومن حس ديني يدعو إلى عمل الخير ويدعمه، وما نزال نخطط للقيام بذلك، ومع هذا العجب فقد سرني هذا المشروع المبارك - بإذن الله - لما سمعت من شرح مفصل عنه من الدكتور محمد الخميس، ولما لمست من حماسة مؤسسة الشيخ سليمان من خلال كلمة ابنه د. عبد الرحمن، ثم لما سمعته من إشادة وزير الشؤون الاجتماعية بالصندوق وفكرته، ولما رأيت من اقتناع الوزارة به، وحرصها عليه. إن فكرة الصندوق الذي تبرع الشيخ سليمان الراجحي بمبلغ مئة مليون ريال لإنشائه، أملاً في أن يجد تفاعلاً من رجال الأعمال، ومحبي البذل في مجالات الخير لدعمه بميزانية تحقق أهدافه، إن فكرة هذا الصندوق تقوم على إقراض المؤسسة الخيرية مبلغاً من المال يتناسب مع حجم المشروع التجاري الاستثماير الذي تريد أن تقيمه ليصبح مصدراً ثابتاً من مصادر تمويلها ويسدد هذا المبلغ للصندوق بطريقة مريحة على مدى فترة زمنية محددة. فهو صندوق وقفي - كما أشار إلى ذلك الوزير - يحقق ما أشرت إليه سابقاً من وجود تمويل ذاتي يستغني به العمل الخيري، فلا يحتاج في مصروفاته واحتياجاته، ومعظم أعمال الخير التي يقوم بها إلى غيره، وتبقى التبرعات داعمة لتطوير وتوسعة مجال الخدمة (الخيرية) التي تقدمها المؤسسة. وقد سمعت الوزير يجيب سائلاً صحفياً عن السبب في عدم إقامة المشروعات الاستثمارية من قبل المؤسسات والجمعيات الخيرية مباشرة مع أنها تحصل على أموال هائلة بحسب ما نرى في ميزانيتها السنوية، سمعته يجيب بقوله: إن معظم الأموال التي ترد إلى المؤسسات الخيرية من (الزكاة) والزكاة تصرف مباشرة في مصارفها المعروفة ولا تؤخر، وتبقى التبرعات والصدقات هي التي يمكن أن تستثمر وهي قليلة إذا قيست بأموال الزكاة. ندعو للشيخ سليمان بالأجر الوفير، وندعو لكل من أسهم وسيسهم في دعم هذا العمل الخيري بالأجر والبركة، والله - سبحانه - لا يضيع أجر المحسنين. إشارة: فأجزل في عطائك قبل موت يحيل المال منك إلى سواكا