تعدُّ المرحلة الجامعية هي البوابة الكبرى نحو مستقبلٍ أكثر فاعلية وإنتاجية في الحياة، ومنها يخرج الإنسان متسلحاً بالعلم والمعرفة ومسجلاً نفسه في قوائم المنتجين. والدولة أعزها الله أولت أهمية بالغة لمرحلة الدراسة الجامعية، فقد اهتمّت بإنشاء الجامعات ونشرها في جميع المناطق ومنها منطقة الجوف. لقد أُنشئت جامعة الجوف بموجب الأمر السامي الكريم رقم (6616/م ب) وتاريخ 12 /5 /1426ه مبتدئةً بكلية العلوم، وكلية المجتمع بالقريات، وكلية العلوم الطبية التطبيقية، وكلية الهندسة وكانت كلية العلوم التابعة لجامعة الملك سعود، وكلية المجتمع بالقريات هما النواة الأولى لجامعة الجوف حيث بدأت الدراسة بكلية العلوم في العام الدراسي 1423 /1424ه ، وفي كلية المجتمع بالقريات عام 1425 /1426ه . ومع زيارة الخير التاريخية التي شهدتها منطقة الجوف ضمن الجولة الملكية المعطاءة في عام 1428ه ، قام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله بوضع حجر الأساس للمدينة الجامعية بالجوف، لتكونَ منارة من منارات العلم والمعرفة في شمال البلاد . المدينة الجامعية حلم ينمو على أرض الواقع تقع المدينة الجامعة على الطريق الإقليمي بين مدينة سكاكا ودومة الجندل بمساحة تقدر ب 7,200,000 ، وقد بلغ مجموع المشاريع التي تنفذ حالياً إضافة إلى التي يجري توقيع عقودها أربعة عشر مشروعاً بقيمة تقديرية بلغت 1800 مليون ريال تقريباً وجاري الآن استكمال إجراءات ترسية ثمانية مشاريع أخرى بتكلفة تقدر ب900 مليون ريال. وإلى أن تنتهي أعمالُ الإنشاءات وتكتمل البنية التحتية في المدينة الجامعة، فقد جرى العملُ على استحداث العديد من الكليات، إلى أن بلغ عددها إحدى وعشرين كلية، مابين كليات مفعّلة وكليات تمت الموافقة عليها من المقام السامي، وكليات مرفوعة لمجلس التعليم العالي ، مشتملة على أكثر من مائة وعشرين قسماً أكاديمياً في مختلف التخصصات. كما تمت إعادة هيكلة الكليات التي ألحقت بالجامعة بالتوجيه السامي الكريم رقم (م ب / 3030 ) في 23 /3 /1428ه .وكذلك إلحاق كلية المعلمين للبنين وكليات البنات والمجتمع بالجامعة إدارياً ومالياً وأكاديمياً، تفادياً لازدواجية الأقسام العلمية بين هذه الكليات وكليات الجامعة الأساسية، وبعد ذلك تم استحداث كليات جديدة كالعمارة والتخطيط، وكلية الآداب بطبرجل، وكلية القانون وكلية العلوم الطبية والتطبيقية بالقريات . وخلال السنوات القليلة الماضية من عمر الجامعة، تم تجهيز كلياتها بأحدث المعامل والأجهزة، وتوفير الوسائل التعليمية الحديثة، واستقطاب الكثير من أعضاء هيئة التدريس والمحاضرين المتميزين من مختلف دول العالم. وحرصاً من الجامعة على جودة العملية التعليمية والرفع من مستوى مخرجاتها فقد اهتمت الجامعة بتطوير الخطط الدراسية الاكاديمية لمعظم الكليات تماشياً مع حاجة سوق العمل ومتطلبات العصر ومستجداته. تأهيل وتدريب الكوادر البشرية أولت الجامعة اهتماماً خاصاً بتوفر العنصر البشري السعودي، لذا قامت باستقطاب المعيدين والمعيدات المتميزين من مختلف التخصصات ومنحتهم فرصة الالتحاق بالعمل الأكاديمي بالجامعة، وقد بلغ عددهم حتى الآن (223) معيداً ومعيدة. ويبلغ عدد أعضاء هيئة التدريس في الجامعة (921عضواً) حتى شهر صفر 1432ه وهم من مختلف الرتب العلمية ( الأساتذة، والأساتذة المشاركون، الأساتذة المساعدون، المحاضرون، والمعيدون ). ولم تغفل الجامعة جانب التدريب فبادرت إلى رفع مستوى الأداء لمنسوبيها موفّرة فرص التدريب لما يربو على (600) عضو هيئة تدريس، و(220) موظفاً . وإيماناً من جامعة الجوف بأهمية الابتعاث، فقد ابتعثت أكثر من(91) مبتعثاً ومبتعثة إلى أعرق الجامعات العالمية في أمريكا وكندا وأستراليا وغيرها، ومن المتوقع يتجاوز عددهم ال (200) خلال السنتين القادمتين. مواكبة المتغيرات والاندماج في تقنية المعلومات سعياً من جامعة الجوف إلى الارتقاء بخدمات الحكومة الإلكترونية فقد عملت على تأسيس بنية تحتية تقنية من خلال توفير أحدث أجهزة الخوادم والشبكات السلكية واللاسلكية، وذلك تماشياً مع تطلعات الجامعة وقفزاتها الطموحة، فتمّ تحديث الشبكة الداخلية للجامعة بسرعة ربط داخلية بين مباني الجامعة بعضها البعض، ومع مركز التحكم الرئيسي بسرعات عالية، كما تم ربط فروع الجامعة في طبرجل والقريات بالمقر الرئيسي للجامعة وبسرعات تتيح جميع الخدمات بيسر وكفاءة عالية، علاوة على ربط الجامعة بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بسرعة 105ميجا بالثانية، وتشغيل وتفعيل منظومة الجامعة للأنظمة (الأكاديمية والإدارية والمالية)، وتوفير بوابة إلكترونية للطلاب حققت نقلة نوعية في كافة الخدمات الإلكترونية المقدمة للطلاب وأعضاء هيئة التدريس. وقد أبرمت الجامعة عقداً لتطبيق نظام الاتصالات الإدارية يعتمد على أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في هذا المجال، وليكون نواة لنظام متكامل للتعاملات الإلكترونية في الجامعة. ويمكن أن يتكامل في المستقبل مع برنامج التعاملات الحكومية الإلكترونية (يسّر)، بحيث يتم تبادل المعاملات إلكترونياً مع الجهات الحكومية المرتبطة بهذا البرنامج .وقد تم مؤخراً افتتاح المرحلة الأولى من البوابة الإلكترونية المتكاملة لجامعة الجوف. خدمات القبول والتسجيل شهدت عمادة القبول والتسجيل بالجامعة تطوراً شاملاً من النواحي التنظيمية والإدارية والتقنية، من حيث سرعة تقديم الخدمات للطلاب والطالبات، ولم يُقتصر دورها على متابعتهم أكاديمياً، بل عملت على توفير كافة المعلومات عن الجامعة وكلياتها وتخصصاتها والإعلان عن شروط القبول والأنظمة واللوائح الأكاديمية . وفي العام الجامعي 1431ه بلغ عدد المقبولين بالجامعة 6916 طالباً وطالبة، بينما لم يتجاوز عددهم ال 963في السنة الأولى من عمر الجامعة وأصبح مجموع طلاب الجامعة 22 ألف طالب وطالبة. أما أعداد الخريجين فقد بلغت إجمالي خريجي جامعة الجوف 6429 مع نهاية العام الجامعي 1431ه . وقد قامت العمادة بتفعيل النظام الأكاديمي لجميع العمليات الأكاديمية بما فيها الجداول الدراسية والتسجيل ورصد الدرجات وتنفيذ جميع الحركات الأكاديمية وتخريج الطلاب وإصدار السجلات الأكاديمية المعتمدة. وكذلك ربط فروع العمادة في جميع كليات الجامعة ليتمكنوا من الدخول للنظام والاستفادة منه . كما انتهت عمادة القبول والتسجيل من نقل جميع السجلات الأكاديمية الورقية لجميع طلاب الكليات الملحقة بالجامعة وطالباتها، وإدخال البيانات الأساسية لهم، وإدخال سجلات الخريجين ومنحهم سجلات معتمدة من النظام.. وتدقيق بياناتهم الأساسية وتصميم صفحة على الموقع تمكّنهم من تصحيح أي أخطاء تتعلق بها، وهذا ما لم يتم في أي جامعة أخرى بالنسبة للكليات الملحقة. علاوةً على تفعيل البوابة الإلكترونية (EduGate) ليطّلع الطلاب على جداولهم الدراسية وسجلاتهم الأكاديمية. ويتم من خلال البوابة عمليات استقبال طلبات القبول عن طريق الإنترنت وإعلان المواعيد الخاصة بالتسجيل. ويقوم أعضاء هيئة التدريس برصد نتائج الطلاب الفصلية عن طريق البوابة أولا بأول، والانتهاء منها مع آخر يوم من أيام الاختبارات. وتلزم الجامعة جميع طلابها وطالباتها بتقييم المقررات وأعضاء هيئة التدريس كشرطٍ للحصول على نتائج المقررات وهذه إحدى معايير الجودة التي تطبقها الجامعة. برامج الجامعة المتميزة يعدّ برنامج الانتساب بجامعة الجوف من البرامج الرائدة، وذلك لما يقدمه من خدمات لأبناء المنطقة وبناتها والرفع من كفاءة الموظفين والمستوى الثقافي والتعليمي لأبناء الوطن, وبلغ عدد المقيدين في برنامج الانتساب ما يقارب ال (2000) طالب وطالبة، تم إنشاء رابط خاص بهم على البوابة الإلكترونية للجامعة، والتعاون مستمرٌّ مع عمادة التعليم الإلكتروني والتعلم عن بعد، من أجل تطوير موقع الانتساب وتغذيته بمحاضرات مرئية ومسموعة على مدار الساعة. ومن خلال المقررات الدراسية ذات الجودة العالية أسهمت السنة التحضيرية بعامها الثاني بجامعة الجوف في إعداد الطلاب وتأهيلهم في اللغة الإنجليزية بجودة عالية لدخول الكليات واختيار التخصصات التي تتناسب مع قدراتهم ورغباتهم. وكذلك تنمية قدراتهم المنهجية والفكرية والعلمية، وتنمية مهارات الاتصال، وإدارة الوقت، والبحث، وتطوير الذات، بوصفها مهارات تتطلبها الدراسة الجامعية، علاوةً على ترسيخ مبادئ الانضباط والشعور بالمسئولية وتعزيز ثقتهم بأنفسهم. كما تم التعاون مع كافة الجهات المستفيدة من خريجي الجامعة، وبعض المؤسسات العلمية والجامعات العربية والأجنبية كجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ومعهد « RMIT « الأسترالي .. ومع مطلع الفصل الدراسي الأول تم قبول ما يزيد عن 1000 طالب وطالبة في السنة التحضيرية، ومن لا يتجاوز هذه السنة يمكنه الالتحاق لأي كلية أخرى من كليات الجامعة . الأنشطة الطلابية مسيرة حافلة وتمارسُ عمادة شؤون الطلاب دوراً ريادياً في مجال رعاية الشباب وتأهيلهم وصقل مواهبهم واستثمار قدراتهم في شتى المجالات العلمية والثقافية والرياضية والاجتماعية، وتعدُّ الجهة الأكثر نشاطاً في الجامعة حيث تتواصل برامجها طوال العام الدراسي، وأثناء الإجازة الصيفية من خلال النادي الصيفي. وتسعى العمادة لتحقيق أهدافها السامية من خلال البرامج المجتمعية مثل دورة الجامعة الرياضية للإدارات الحكومية التي احتضنتها الجامعة في صيف 1431ه، وكذلك النادي الصيفي الذي استقطب أبناء المنطقة من فئات عمرية مختلفة وتضمّن نشاطات عديدة كسباقات المشي واختراق الضاحية والسباحة. وقد شاركت مجموعة من جوالة الجامعة في معسكرات الخدمة بالمشاعر المقدسة أثناء موسم الحج، وفي أعمال الإغاثة بمدينة جدة إثر الأحداث الأخيرة التي ألمّت بها. وتحرص الجامعة على المساهمة في المناسبات الوطنية الغالية كالاحتفال باليوم الوطني. ويعتبر التوجيه والإرشاد الطلابي أكاديمياً ونفسياً واجتماعياً ومهنياً، من أولويات العمل بعمادة شؤون الطلاب بجامعة الجوف، وله برامج إرشادية فاعلة : كبرنامج تأهيل الطلاب الجدد للحياة الجامعية، برنامج تنمية مهارات التحصيل الدراسي للطلاب المتعثرين أكاديمياً، برنامج أبدأ بنفسي وأقول لا للمخدرات، ورشة الإرشاد الأكاديمي الأولي، برنامج اللقاءات الإرشادية للطلاب المستجدين، برنامج الإرشاد الميداني للطلاب المستجدين، الدورات التدريبية للطلاب، وبرنامج تعريف طلاب المرحلة الثانوية بالجامعة. وفيما يتعلق بالفصل الصيفي للعام الجامعي 1431ه فقد شاركت به 6 كليات للطلاب، و 3 كليات للطالبات، بالإضافة إلى مشاركة عمادة السنة التحضيرية للطلاب والطالبات.. حيث استفاد منه 344 طالباً وطالبة وقد أسهم هذا الفصل في تسريع تخريج 20 مهندساً كأول دفعة من الجامعة . وإيماناً من الجامعة بدورها الحيوي في خدمة المجتمع، فقد تواجدت بفاعلية كبيرة من خلال مهرجانات المنطقة ومناشطها الهامة، فكانت راعياً ذهبياً لمهرجان الزيتون، وداعماً قوياً لجمعية الأطفال المعوقين بالجوف، وحاضناً لبرامج تحفيظ القرآن الكريم بالمنطقة . كما مدّت يدها للمؤسسات الشبابية المختلفة كالأندية الرياضية، ونادي الفروسية، وأقامت فيها مسابقات رصدتْ فيها جوائز قيمة لشباب المنطقة. أما فيما يتعلق بالنقل والإسكان فقد حدّثت الجامعة أسطول نقل الطالبات في دومة الجندل وطبرجل والقريات، كما قامت باستئجار مبانٍ عديدة لإسكان أعضاء هيئة التدريس وضيوف الجامعة وطالباتها، كما تم تنفيذ العديد من عمليات الصيانة لوحدات سكنية تابعة للجامعة، ووحدات أخرى مكتبية وتقنية خلال العام 1431ه وتمّ توفير عناصر الأمن والسلامة لحماية كليات الجامعة ومبانيها المختلفة والمحافظة على أمن وسلامة الطلاب والطالبات وتنظيم خروجهم ودخولهم إلى الكليات، وذلك من خلال التعاقد مع شركتين للحراسات الأمنية. التعاون مع المؤسسات العلمية الأوربية ولم تغفل الجامعة جانب التكامل مع الجهات الحكومية الأخرى، فوقّعت اتفاقية تفاهم مع شرطة منطقة الجوف تمت على إثرها الدراسات والأبحاث المتعلقة بالشباب، وتعاونت مع الشؤون الصحية بالمنطقة . وفي إطار بحث وتفعيل التعاون المشترك بين جامعة الجوف والجامعات الأوربية قام مدير الجامعة بزيارة رسمية لجامعة العلوم التطبيقية (I M C) بالنمسا، وقد أثمرت الزيارة عن تحديد مجالات التعاون وآلياته لسرعة تفعيله في صورة اتفاقية بين الطرفين. وتماشياً مع التوجيهات الملكية السامية في مجال تنظيم الوثائق والمحفوظات فقد أنشأت وحدة الوثائق والمحفوظات في تاريخ 24/12/1431ه بمكتب معالي مدير الجامعة كنواة للعمل على تنظيم وضبط الوثائق، وتم اعتماد الرمز (51) كرمز للجامعة من قبل المركز الوطني للوثائق والمحفوظات، كما اعتمد المركز الترميز النهائي لجميع عمادات وإدارات ووظائف الجامعة، هذا بالإضافة إلى إنشاء وحدة التحليل الإحصائي والتي تحدث بشكل دوري لإثراء متخذي القرار بالجامعة بالمعلومات والإحصاءات التي تبنى عليها الكثير من القرارات. إن هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا دعم ومساندة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الامير ساطان بن عبدالعزيز، وسمو النائب الثاني ووزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز حفظهم الله .