كان المرحوم الشيخ ناهض بن عادي السيحاني رجلاً له حضور منذ شبابه، تتسم شخصيته بالرجولة والمحبة للجميع، يظلله التواضع والحرص على التوشح بتعاليم الدين والمحافظة عليه؛ لذا اكتسب محبة الجميع، وشق طريقه في الحياة العملية والوظيفية في المنطقة الشرقية، وكان دائماً في الصدارة عوناً لأقاربه وأصدقائه وفيًّا مع الجميع رغم قِلَّة الإمكانيات وصعوبة الحياة في وقتها، لكن إيمانه بالله وحبه للقيم والتضحية أعاناه على تحقيق طموحاته؛ لأن قلبه ينبض بالمحبة، وأخلاقياته تسمو بأعماله وحب الخير للآخرين. ثم انتقل إلى مدينة شقراء قبل أكثر من ثلاثة عقود؛ حيث زاول الأعمال التجارية، وهو أول من افتتح معرضاً للسيارات وبعض المحال التجارية، وما زلتُ أتذكر أنه أول مَنْ أنعش حركة التجارة، خاصة السيارات؛ حيث كان الأهالي إذا أرادوا شراء سيارة لا بد لهم من تكبد السفر للدوادمي أو الرياض، وهذا كان يشق على الكثيرين منهم، لكن أبا فهد - رحمه الله - افتتح معرضاً للسيارات، وسهَّل على المواطنين شراءها؛ حيث يسَّر عليهم بنظام التقسيط، وساعدهم قدر الإمكان، خاصة ذوي الدخول المتدنية، وكان معرضه محطة للقادمين من شقراء وخارجه، ومنزله مقراً للضيوف. وعلى ما أتذكر فعندما كنتُ أعمل بالمحافظة كان - رحمه الله - من رجال الأعمال المرتبطين بعلاقة وثيقة مع المحافظة في المناسبات كافة، ومن الرجال المبادرين للمشاركة في المناسبات، سواء بالحضور أو الدعم المادي والمعنوي، واستمر أبو فهد في نهجه الطيِّب ومواقفه الرجولية حتى في إصلاح ذات البَيْن والمبادرات الطيبة، وأهالي شقراء بادية وحاضرة يعرفون ذلك، وكان - رحمه الله - يبادر خلال الأعياد وفي شهر رمضان بزيارة كبار السن في منازلهم وزيارة المرضى في المستشفى وفي المنازل، وكان - رحمه الله - متواضعاً مع الصغير والكبير، يحظى بالاحترام بين الأهالي وجماعته عموماً. وبعد أن أُصيب بمرض أقعده وسنوات عدة افتقده محبوه في مشاركتهم الدائمة، لكن الجميع كانوا في قلبه؛ حيث يسأل زائريه دائماً عن أحوالهم ويطمئن عليهم رغم مرضه، وكان أبناؤه مشكورين ملازمين له، وأخص ابنه الأكبر فهد الوفيّ معه والملازم له - لا حرمه الله الأجر والثواب -. وصباح يوم الخميس الماضي الموافق 19-4-1432ه تُوفِّي أبو فهد، وصلَّت عليه الجموع في جامع المهنا بشقراء، ورافقوا جنازته إلى مثواه الأخير، وتوافد على منزله جموع المعزين من شقراء وخارجها. اللهم ارحم ناهض السيحاني، وأنزل عليه شآبيب رحمتك، وأسكنه جنات النعيم، وعزاؤنا لشقيقه محمد بن عادي وابنيه فهد وكنعان وإخوانهما، سائلين الله لهم المثوبة لبرهم بوالدهم. والله المستعان. محمد المسفر شقراء