عدت للتو من مهرجان عنيزة الثالث للثقافة، الذي استمر ثلاثة أيام حافلة بالفعاليات المتنوعة المختلفة، ولا أخفيكم أني انبهرت بما شاهدت من تنظيم واستعداد واحتفاء.. تلك المحافظة التي جمعت بين الأصالة والمعاصرة فهي تتربع على الرمال وتحيطها المزارع وينتشر فيها النخيل إلى جانب العمران ومظاهر النمو والتطور اللافتة للنظر. في أول مساء للفعاليات تم تكريم رموز الوفاء اللاتي ساهمن في ازدهار عنيزة تحت رعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة نورة بنت محمد بن سعود التي كان لحضورها المتواصل للفعاليات بالغ الأثر في تنمية روح المواطنة بما فيها من ود واحترام وتعاون وألفة، كما كانت مداخلاتها القيمة وثقافتها ونشاطها محل إعجاب وتقدير الجميع.. ثم تتالت المحاضرات والندوات المسائية، وورش العمل الصباحية والجولات الميدانية المتنوعة ومنها جولتنا لمركز الأميرة نورة الاجتماعي وهو الفرع النسائي لمركز الجمعية الخيرية الصالحية بعنيزة ورافقنا بالجولة عضوات الجمعية وعلى رأسهن مديرة المركز الأستاذة ندى النزهة التي عرفتنا بالجمعية ودورها ومجالات اهتمامها وطبيعية عملها وما تقدمه للمجتمع وسيداته. أما سوق المسوكف الذي حقا يستحق الزيارة حيث أعادنا إلى الزمن الجميل بباعته الشيوخ وترحابهم وبمعروضاته التراثية القيمة، ولن أنسى مركز الجفالي للرعاية والتأهيل، للتربية الخاصة وأروقته التي توحي بعظم المسؤولية التي يستشعرها أغنياء عنيزة تجاه أبناء مدينتهم وأبناء المملكة عموما، هؤلاء الذين يحتاجون رعاية خاصة تمكنهم من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي دون أن يكونوا عالة على غيرهم. إضافة إلى جولات المزارع ورائحة النخيل التي تعطي انطباعا بالأصالة والشموخ. إن مركز الجمعية الخيرية الصالحية بعنيزة أعطى مثالا حيا لأبناء الوطن الأوفياء الذين يسعون بيد واحدة لصالح الوطن وتطوره بإدارة الأستاذ صالح الغذامي والأستاذة ندى النزهة ومجموعة من المتطوعات في المهرجان (لولوة، خولة، منى، سها، أمل) الذين عملن لساعات متواصلة مع دوام الابتسامة والنظرة المشرقة، هؤلاء جعلوا كل من زار عنيزة يتمنى أن يعود مرات ومرات.. أقول لهم ولعنيزة: من حق المحسن أن يقال له: أحسنت، وأنتم أجدتم وأحسنتم و(ياحبي لكم). شيمة الشمري