يعد الدكتور صالح بن أحمد بن ناصر من الرواد المؤسسين للحركة الرياضية في المملكة العربية السعودية منذ بداياتها الأولى في مرحلة التأسيس الصعبة.. وعلى امتداد مسيرة الإنجازات المتلاحقة للرياضة السعودية إقليميا وعالميا.. فهو من الذين وضعوا اللبنات التأسيسية وزرعوا البذور الأولى ثم كان من الذين حصدوا الثمار.. بطولات رياضية لافتة عربيا وإقليميا. فلقد كان الدكتور صالح بن ناصر مديرا عاما لرعاية الشباب في عام 1963م قبل أن تتحول رعاية الشباب إلى رئاسة عامة.. ثم عمل وكيلا للرئيس العام لرعاية الشباب بعد أن تحولت إلى رئاسة عامة طوال فترة رئاسة سمو الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز - يرحمه الله - وخلال فترة رئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز - متع الله سموه بالصحة والعافية وجزاه خير ما قدم لوطنه وأمته. سنوات طويلة أفنى فيها الدكتور صالح عمره في خدمة الوطن والإنسان من خلال عمله في قطاع رعاية الشباب.. وكان ولا زال محل ثقة ولاة الأمر.. ونموذجا للإداري الناجح المؤهل بسلاح العلم والمعرفة والخبرة الثرية والحكمة ورجاحة العقل والبصيرة.. ومكسب كبير للمؤسسة الرياضية السعودية.. وممثل مشرف لها في الملتقيات والمنظمات الخارجية الإقليمية والدولية. وهو بهذا يعد «رمزا» من رموز الرياضة والشباب في المملكة العربية السعودية. ولقد عودنا ولاة الأمر في هذا الوطن المعطاء على تقدير رموزنا في مختلف المجالات - والمجال الرياضي أحدها - وعلى استقراء دورهم التاريخي وعطاءاتهم المضيئة. ولذلك فإن التصريحات التي أطلقها بعض مسئولي نادي التعاون والتي طالت الدكتور صالح بن ناصر على خلفية قرار اللجنة الفنية بخصوص مشاركة لاعب نادي التعاون في لقاء نجران. هذه التصريحات تعكس جهلا بالدور التاريخي لهذا الرجل وبالمكانة السامقة له في ميزان التاريخ الرياضي السعودي ودوره الفاعل في التنمية الرياضية.. وفي ثقة ولاة الأمر به. والتصريحات والرسائل النصية التي تضمنت عبارات خادشة للحياء لا تليق على الإطلاق بالرجل ومكانته بل لا تليق بأي مواطن سعودي.. ولا تتفق مع أخلاقياتنا ومثلنا الرياضية.. وهي قبلا وبعدا لا تليق بمطلقيها. بل إن تلك التصريحات والعبارات تسيء لكل رياضي سعودي بصرف النظر عن انتمائه الرياضي. كان من المقبول أن يكون هناك نقد موضوعي بعيدا عن «الشخصنة» وبأسلوب يليق بما وصل إليه الإنسان السعودي في منأى عن توجهات عفى عليها الزمن في عصر العولمة Globalization والقرية الكونية Global Village وثورة الاتصالات والانترنت. إن المواطن السعودي والرياضي السعودي مهما كانت ميوله الرياضية بلغ مرحلة من الرقي والتنور بحيث لم يعد يتقبل مثل هذه الترهات والإساءات والتصريحات غير المسئولة التي أطلقها البعض.. لقد بلغنا مرحلة من الرقي والتطور والرؤية العالمية التي لم تعد بأي حال تتيح لنا تقبل الإساءات.. بل على العكس تستدعي الحوار البناء والنقد الهادف.. والاحتكام للعقلانية والموضوعية.. وطرق القنوات النظامية. لقد سرني كثيرا البيان الذي أصدره الاتحاد السعودي لكرة القدم وسرني أكثر ما جاء فيه بان صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب يؤكد استنكاره الشديد لهذه التصريحات غير المسبوقة في وسطنا الرياضي. وجاء في البيان: «مما يؤسف له بالفعل أن تصدر تلك التصريحات غير المسبوقة في الوسط الرياضي من أعضاء ومسؤولين في نادي التعاون يفترض فيهم أن يكونوا أول من يعلم بالطريقة التي يمكن من خلالها استئناف القرار. فضلا عن قيام البعض بإرسال العديد من الرسائل النصية غير اللائقة أو المقبولة والتي تتضمن الكثير من الإساءات والعبارات الخادشة للحياء ولا يمكن بأي حال قبولها». إذن نحن أمام قذف وإساءة في حق مسئول رسمي ورجل دولة.. رغم إن هناك قنوات رسمية لاستئناف القرار والاعتراض عليه دون اللجوء إلى أساليب الإساءة والتجريح للأشخاص.. ولقد أكد سموه أن الأبواب النظامية مفتوحة للجميع وأن أبواب مكتبه مفتوحة كذلك للجميع لتقديم شكواهم والاستماع لهم. الجميل أن البيان أكد إن الاتحاد السعودي لكرة القدم يؤكد ثقته الكبيرة في كفاءة وأمانة الدكتور صالح بن أحمد بن ناصر وحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه. والجميل أيضا أن البيان أكد أن الاتحاد السعودي لكرة القدم سوف يتعامل بالطرق النظامية التي تكفل حماية المسئولين في الأجهزة الرياضية.. ويحمل كل من قام بالإساءة للدكتور صالح مباشرة أو عن طريق الرسائل مسؤولية وتبعات هذا التصرف. وأكد الاتحاد السعودي لكرة القدم أنه لن يقف مكتوف اليدين تجاه ما حدث.. ولقد تمت إحالة التصريحات الإعلامية إلى الجهات المختصة بالاتحاد لاتخاذ العقوبات النظامية.. وأنه سيتم التعامل مع هذا الوضع بالطرق النظامية التي تحمي أعضاء الاتحاد السعودي لكرة القدم ولجانه. إن هذه المضامين الجادة والواضحة التي جاءت في تضاعيف البيان الرسمي لاتحاد كرة القدم والتنفيذ الحازم لمقتضياتها.. هي الرادع الذي يكفل إيقاف هذه الإساءات التي تسئ لوسطنا الرياضي ولكل رياضي سعودي.. وتضمن حماية المسئولين الرياضيين.. مع التسليم بضرورة إتاحة القنوات النظامية مشرعة للاستئناف والتظلم. والله ولي التوفيق..