في نهاية سبتمبر من السنة الماضية ذكرت وسائل إعلام أنه تم منع المخرج الإيراني الشهير أشجار فارهادى من الاستمرار في إنتاج أحدث أفلامه بسبب مزاعم حول إدلائه بتعليقات مناهضة للحكومة.ويُعدُّ فارهادى من أشهر المخرجين في إيران، كما حاز فيلمه «اباوت إيلي» (عن إيلى) على عدة جوائز وطنية ودولية منها جائزة أحسن مخرج خلال مهرجان برلين العام الماضي.وقال حينها نائب وزير الثقافة الإيراني جواد شمقدري: إنه بما أن فارهادى أدلى بتعليقات «غير ملائمة» خلال احتفال بدار السينما في طهران ورفض لاحقًا التراجع عنها، فقد تم سحب ترخيص إنتاج فيلم «سيبريشن أوف نادر اند سيمين» (انفصال نادر وسيمين) الذي حصل على جائزة الدب الذهبي كأفضل فيلم في مهرجان برلين السينمائي، كما حصل أفراد طاقمه على جائزتي أفضل ممثل وممثلة.وتردد أن فارهادى أعرب فقط عن أمله خلال هذا الاحتفال في إمكانية عودة العديد من المخرجين والممثلين الإيرانيين الذين يعيشون في المنفي حاليًا بسبب اختلافات سياسية مع مؤسسة الدولة الإيرانية للبلاد والعمل فيها مجددًا.ومنذ أن تولى الرئيس الإيراني محمود أحمدى نجاد مقاليد السلطة في عام 2005م وبوجه خاص منذ إعادة انتخابه المثيرة للجدل أصبحت حرية الثقافة والصحافة محدودة.وكان شمقدرى المسئول أيضًا عن قطاع صناعة الأفلام المحلية قد قال: إن إنتاج أفلام تتضمن انتقادًا للبلاد سيكون أمرًا «أسوأ من التجسس» ووصف قيام بعض صناع الأفلام بعرض «الجوانب السيئة لإيران في أفلامهم» بأنه «خيانة ثقافية». وتفضل وزارة الثقافة الإيرانية استثمار أموالها في الأفلام التي تظهر صورة أكثر إيجابية لإيران وتعرض إنجازات البلاد.وأضاف شقمدرى أنه كما تقوم أمريكا باستغلال السينما كأداة «لفرض سطوتها الثقافية على العالم» يتعين على السينما الإيرانية القيام بنفس الشيء بالنسبة لإيران.