من يتأمل المقال الذي نشرته هذه الصحيفة المباركة بتاريخ 30-2-1432ه الموافق 3-2-2011م، وهو بقلم (رشا بنت يوسف بن عقيل الحمدان)، ومن يتأمل مناسبته، يدرك أنه لا عجب، ولا ذهول، ولا دهشة، ولا استغراب، ولا أيّ شيء من هذا أبداً، أن تعبّر (رشا) عن فرحتها بسلامة المليك على هذا النحو من الحميمية؛ فتلك هي الصفة الحقيقية للعلاقة بين أبي متعب والرعيّة. وأما القراءة؛ فأبدأ كما بدأت (رشا)، فأقول: نعم، هي الفرحة! هي الفرحة التي أخذت (رشا) إلى سطور خبر موجز سريع عن اختتام حملة مباركة للتبرع بالدم ابتهاجاً بسلامة المليك تحت عنوان: «شفاؤك شفاؤنا يا مليكنا»، وهي الفرحة التي منحتها جناحين أنيقين لتحلق بهما كما الفراشة في أجواء مناسبة مشحونة العواطف؛ تعمقت فيها مشاعر الحزن والقلق مقرونة بالرجاء والدعاء من أجل المليك، ثم بفرج الله جل في علاه، تتحول المشاعر إلى سعادة غامرة يعانقها الشكر والحمد والثناء لله على سلامة المليك. وهي الفرحة التي ألهبت فؤاد (رشا)، وفجرت الطاقة لديها، فانتزعت من أعماقها مقطوعة أدبية متألقة، أو لأقل لؤلؤة فريدة، جمعت بداخلها كل الإبداعات؛ الابتهال الصادق، والقصيدة النابضة بأوزانها ومعانيها، ولوحة العشق الزاهية بألوانها وخطوطها، ليس هذا فقط، بل أراها جمعت محبي المليك حول سطور رائعتها ليتحسسوا جماليات مشاعرهم وهم يشاركونها التعبير عن فرحتهم. وهي الفرحة التي حركت مفردات لغتنا العربية الجميلة، فجعلتها تقبل نحو (رشا) طائعة محبة؛ كل مفردة منها يحدوها الأمل أن تنال شرف انتقائها لتسكن لؤلؤتها؛ فها هي تشير بحواسها إلى المليك بقولها: «رجل بحجم أمة»؛ كيف لا وهو قائد فذ تحدى الصعاب وتخطى العقبات؛ الداخلية منها والخارجية، واستطاع بحكمته وحنكته المحافظة على المكانة الثابتة الأصيلة للمملكة العربية السعودية في المجتمع الدولي، وهو رجل الحوار الوطني والإقليمي والعالمي على مبدأ الوسطية والاعتدال، وهو صاحب البصمات الخالدة في احتضان هموم الأمة وقضاياها؛ ولاسيما القضية الأولى للعرب والمسلمين وذوي الضمائر الحية؛ قضية فلسطين وشعبها الصابر المرابط. ثم تنتقل (رشا) إلى مفردتي (الرؤوم) و(الدافئ) وهي تصف قلب المليك وحضنه؛ ويا لهما من مفردتين مفعمتين بالحنان والرقة والعطف والرأفة؛ وهنا تتجسد أمام ناظري إنسانية المليك وهو يحتضن المحروم، وينصف المظلوم، ويطبب المجروح، ويواسي المكلوم؛ ولو لم أذكر في هذا الاتجاه إلا احتضانه للأطفال السياميين من شتى بقاع الأرض؛ من مصر، والسودان، وماليزيا، والكاميرون، وعُمان، والعراق، والأردن، وفلسطين، والمغرب، وبولندا، والفلبين، عدا عن الأطفال السعوديين، لكفى! وهي الفرحة أيضاً التي جعلت (رشا) تعظم الشكر لصاحب فكرة «حملة التبرع بالدم للتعبير عن الفرحة بسلامة المليك»، ثم بروح الأمل تستأذنه لتحمل فكرته إلى مختلف المؤسسات التعليمية، وكافة كيانات هذا البلد الكريم المعطاء، للاقتداء بمدرسة متوسطة وثانوية عريعرة! وإدراكاً للخير الكبير الذي سينتج عن ذلك، ختمت (رشا) مقالتها بقولها: «كأني بالتجاوب قد تم، وسلسلة الحملات تمتد من شرق البلاد إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها؛ وها هو الشعب بكل أفراده، والمقيمون على هذه الأرض الطاهرة بكل فئاتهم، يهبّون نحو مراكز التبرع بالدم مشمرين عن أوردتهم، للتعبير عن فرحتهم بسلامة المليك من جهة، ومن جهة أخرى ليضعوا دماءهم تحت تصرف المؤسسات الصحية لإجراء العمليات الجراحية لمحتاجيها في وقتها دونما تأخير!» وهي بذلك تصافح كافة المرضى المنتظرين المترقبين على الأسرّة البيضاء، وتحيي في نفوسهم الأمل بأن الفرج بإذن الله قريب! وهنا، أقتبس (مؤكداً) إحدى عبارات (رشا) التي تقول فيها «أساليب الإبداع تعددت، ومبعث الإلهام واحد!»، وأقول: لله أنت يا (رشا)! ما أجمل تأملك، وما أعظم آمالك، وما أعمق مفرداتك! وأهنئك؛ فكما أبدع الآخرون.. أبدعتِ! وأرجو أن يتواصل الإبداع، فتجد دعوتك من يجسد الآمال لتصبح حقيقة قائمة! وأختم بحمد الله سبحانه وتعالى على كرمه وإحسانه؛ فها هي الأحزان تتبدد، والأفراح تتجدد؛ فرحة الأمس بشفاء المليك، وفرحة اليوم بعودة المليك، والعود بفضل الله أحمدُ، وها هي نبضات القلب تتجه نحو هذه الديار، وأهلها، والمستنشقين هواءها، بأصدق التهاني والتبريكات مقرونة بأجمل الأمنيات، داعياً الله العلي القدير أن يحفظ لهذه البلاد أمنها واستقرارها وخيراتها، وأن يأخذ بيد مليكها نحو المزيد من التقدم والازدهار. حمداً لله على سلامتك يا مليك، وهنيئاً لشعبك ولكل محبيك. عادل علي جودة كاتب فلسطيني - الرياض