تدفق مئات الآلاف من المصريين من كافة الاطياف على ميدان التحريرالذي كان مركزا للاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام المصري، وعلى رأسه مبارك ورموز الحزب الوطني الحاكم على مدار 18 يوما، كان «ختامها مسك»، بحسب وصف احد المتظاهرين، حيث تنحى مبارك عن منصبه. انضمت الوفود المتدفقة إلى مئات الآلاف من المحتجين الذين شاركوا في المظاهرات منذ الصباح الباكر وعقب صلاة الجمعة في مشهد ضم كافة أطياف الشعب المصري وكافة الانتماءات السياسية والفئات العمرية مسلمين وأقباطا. واحتفلت جماهير الشعب التي امتلأت بها الشوارع والميادين في احتجاجات غير مسبوقة شهدها الشارع المصري على مدى الاسبوعين الاخيرين. عقب تخلي الرئيس حسني مبارك عن السلطة وردد مئات الآلاف ممن تجمعوا في ميدان التحرير بوسط القاهرة حيث بؤرة الاحتجاج الرئيسية «الشعب خلاص أسقط النظام .. الشعب خلاص أسقط النظام» في عرض لقوة الشعب لم يسبق له مثيل في تاريخ مصر الحديث. ولوح المحتجون بالأعلام وبكوا وابتهجوا وتعانقوا عندما اذيع النبأ عبر نظام الاذاعة الداخلية الذي أقامه المحتجون في التحرير. وتدفقت السيارات على شوارع القاهرة والاسكندرية ثاني اكبر المدن المصرية. وأطلق قائدو السيارات العنان لأبواق سياراتهم ولوحوا من نوافذها. وهلل المحتفلون في ميدان التحرير الذي تحول الى بحر من الأعلام المصرية وهتفوا قائلين «الله أكبر». وسلم مبارك السلطة للجيش منهيا ثلاثة عقود من رئاسة اكبر البلدان العربية سكانا. وصافح المحتجون الذين كانوا يتظاهرون أمام مبنى التلفزيون المصري مع الجنود الذي انتشروا هناك لحماية المبنى وقفز بعضهم فوق الدبابات.