يلعب طاقم الفريق الإعلامي دوره الأهم في تقديم أي موضوع برامجي تلفزيوني، فقد يعلون من قيمته بالمبالغة.. وللأسف قد يبخسونه حقه، في حين أن المطلوب هو توضيح الصورة الفعلية واقعياً وبعيداً عن المرايا المقعّرة أو المحدّبة التي تُغيّر وجه الحقيقة، خصوصاً فيما يتعلق بتقديم الإنجازات الشخصية على مستوى الأفراد ودورهم في المجتمع بحسب مجالاتهم السياسية، الاقتصادية، الثقافية وغيرها.. ولذا فإن المشاهد صاحب التخصص في تلك المجالات قد يتضايق من سوء التقديم أو نقص المحاور المهمة، فكيف بما يبث عبر برنامج مباشر من معلومات مغلوطة، يكون المسؤول عن ذلك بالدرجة الأولى فريق الإعداد والمشرف عليهم. أثناء متابعتي لإحدى المقابلات التلفزيونية مع فنانة تشكيلية تقيم معرضها الشخصي الأول.. وتقدم من خلاله تجربتها الفنية الجميلة، جاءت كلمات المراسلة - التي تقوم بالتغطية - كتعليق مصاحب للقطات من المعرض تقول فيها: «الفنانة تستخدم أساليب الفن الحديث مثل التعبيرية مع استخدام التناغم الفني.. وهو أسلوب يُستخدم لأول مرة في الساحة الفنية العربية»، أعدت مشاهدة المقطع لأكثر من مرة في محاولة مني لتفنيد تلك الكلمات واستيعابها.. فلم أصل إلى نتيجة تجعلني أقبل بصحتها، فإذا كان فريق الإعداد يعني التعبيرية كاتجاه فني حديث جاءت بعده الحداثة وما بعدها وعمَّت الوطن العربي ودول الخليج.. فكيف يُنسب لهذه الفنانة السعودية الشابة استخدام الأسلوب لأول مرة، وعلى المستوى العربي أيضاً! خصوصاً أن اللوحات التي قدمتها قريبة مما قدمه بقية الفنانين العرب في هذا الاتجاه؟.. لم تكن هذه هي المرة الأولى.. وأعتقد أنها لن تكون الأخيرة التي يصادفني فيها مثل ذلك التقديم اللا مدروس.. والذي كان يحتاج فقط لوجود مشرف متخصص في المجال ليقوم بمراجعة النص وتصحيحه علمياً قبل بثه إلى أذن وعين المشاهد. [email protected]