فرَّط آرسنال في نقاط ثمينة مرة أخرى هذا الموسم بعد انهيار مفاجئ في الشوط الثاني من مباراته التي تعادل فيها 4-4 مع مضيفه نيوكاسل يونايتد أمس الأول السبت في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم. وتقدم آرسنال 4- صفر في الدقيقة 26 بفضل هدفين من الهولندي روبن فان بيرسي ومثلهما من ثيو والكوت ويوهان جورو وبدا أن الفريق سيستمر بقوة في المنافسة على لقب الدوري. لكن ما حدث بعد ذلك صدم مشجعي الفريق وترك الفرنسي آرسين فينجر مدرب آرسنال في قلق بالغ من التأثير النفسي لهذا الانهيار. وبعد مرور خمس دقائق من الشوط الثاني خرج الفرنسي ابو ديابي من آرسنال مطروداً بعد عرقلة ضد جوي بارتون لاعب نيوكاسل. ومع تراجع آرسنال وانهيار صفوفه سجل نيوكاسل أربعة أهداف في 22 دقيقة من بينها هدفان من ركلتي جزاء لبارتون لينتزع صاحب الأرض نقطة غير متوقعة. وقال فينجر «من الناحية الحسابية فقدنا نقطتين لكن من الناحية النفسية الضرر أكبر الليلة لأن الجميع يشعرون بالإحباط داخل الفريق. الأيام وحدها ستحدد هذا.» وستكون رحلة عودة آرسنال إلى لندن مؤلمة خاصة لابو ديابي الذي فقد أعصابه ليبدأ بعدها الفريق في الانهيار. ورداً على سؤال إذا كان اندفاع ديابي كان له أي مبرر قال فينجر «بالتأكيد من الناحية النفسية أكبر من الناحية الكروية. كنا نشعر بقلق بالغ لأننا نريد الحفاظ على تقدمنا بعد هذا لأننا كنا نلعب بعشرة لاعبين.» وأضاف «بدلاً من مواصلة اللعب أصبحنا عرضة للضغط. بعد ذلك لم يحالفنا الحظ كثيراً في بعض القرارات أيضاً. لا يمكنني فعل أي شيء حيال هذا.» وبعد هزيمة مانشستر يونايتد المتصدر أمام ولفرهامبتون واندرارز قلص آرسنال الفارق مع القمة إلى أربع نقاط لكن هذا لا يبدو كافياً لفينجر الذي سيفقد جهود جورو أيضاً بسبب إصابة في الركبة. وقال فينجر «هذا يثير الإحباط للغاية لأننا قدمنا مباراة جيدة وكان أمامنا فرصة لحصد النقاط الثلاث في سباق المنافسة على اللقب.» وأضاف «استمر نيوكاسل في الكفاح وكنت أعلم أن المباراة لم تنته بعد عندما كانت النتيجة تشير لتقدمنا 4- صفر لأنه كان من المهم الحفاظ على هدوء أعصابنا ومواصلة اللعب.» وأكد فينجر أن طرد ابو ديابي «لم يكن له أي داع» لكنه أشار أيضاً إلى أنه كان من المفترض عدم وجود بارتون في أرض الملعب لتنفيذ ركلتي الجزاء وقيادة انتفاضة نيوكاسل. وقال فينجر «كانت حالة طرد لا داعي لها على الإطلاق واعتقد أن بارتون محظوظ للغاية للبقاء في أرض الملعب بسبب عرقلته لديابي.» وأضاف «ديابي يشعر بإحباط بالغ في الوقت الحالي ومن الأفضل عدم الحديث معه. يتعين عليه أن يحاول التغلب على الأمر. هذا أمر مؤسف لأنه لعب بشكل رائع في الشوط الأول.» وتابع «من الممكن شرح رد فعله بسبب حقيقة تعرضه للإصابة لكثير من المرات بسبب مثل هذا النوع من العرقلة ولذلك فقد أعصابه سريعاً بعض الشيء. هذا اللاعب غاب لفترة طويلة ولكثير من المرات. بالتأكيد من تسبب في عرقلته أثار غضبه.» وكان الإحباط هو رد الفعل الفوري لفينجر بعد ما حدث لكن المدرب الفرنسي يجب أن يشعر بالقلق بسبب إهدار فوز أكيد مرة أخرى. ففي أواخر ديسمبر الماضي أهدر آرسنال تقدمه بهدفين ليخسر 3-2 أمام جاره توتنهام هوتسبير كما أن شباك الفريق تلقت ثلاثة أهداف في آخر عشر دقائق ليخسر 3-2 أمام ويجان اثليتيك عندما كان الفريق ما زال يملك أملاً في المنافسة على اللقب الموسم الماضي. كما أضاع آرسنال تقدمه بهدفين أمام وست هام يونايتد ليمنح المنتقدين فرصة لاتهام الفريق بافتقاد الصلابة التي كان يتميز بها في وسط الملعب مع وجود الفرنسي باتريك فييرا. لكن مع هدف التعادل الذي أحرزه شيخ تيوتي في الدقائق الأخيرة تنفس نيوكاسل الصعداء بعد أسبوع مليء بالأحداث. وبعد الاستغناء عن المهاجم اندي كارول إلى ليفربول مقابل 35 مليون جنيه إسترليني (56.42 مليون دولار) أصيب شولا اموبي في الوجه في مباراة الفريق الأسبوع الماضي التي خسرها أمام فولهام وهو ما أثار مخاوف أن الفريق سيتراجع لمنطقة الهبوط. لكن الآن باردو مدرب نيوكاسل أشاد بالروح القتالية لفريقه بعد الأداء الضعيف في الشوط الأول. وقال باردو لموقع نيوكاسل على الإنترنت «عندما يتأخر الفريق 4- صفر في الدقيقة 26 ولم يقدم أي شيء أو يقترب من أي أحد يخشى المرء مما هو أسوأ وكنت أخشى الأسوأ بالفعل.» وأضاف «كنا سنواجه فضيحة لكن نجحنا في إصلاح الأمور. نزلنا إلى أرض الملعب مثل الأسود في الشوط الثاني.»