يعرف القولون العصبي بأنه مجموعة من الأعراض تشمل التقلصات البطنية والإسهال والانتفاخ، ويصيب 10% إلى 22% من الأشخاص البالغين الأصحاء (شخص من كل 5 أشخاص)، وأغلب أولئك المصابين من النساء (ثلثي الحالات)، وتبدأ هذه الحالة عادة في فترة مبكرة من مرحلة البلوغ. ونلاحظ نحن أخصائيو الجهاز الهضمي وجود عدد كبير من مرضى هذه المتلازمة أكثر من الذين يعانون من أية حالة أخرى، رغم أن معظم من يعانون من هذه المتلازمة (نصف المصابين) لا يعرضون أنفسهم على الطبيب. وأسباب هذه المتلازمة تعتبر غير واضحة، غير أن هناك بعض الدلائل على وجود اضطرابات في وظيفة الأعصاب أو العضلات في الجهاز الهضمي. أعراض القولون العصبي 1- تقسم الأعراض إلى 3 أنواع.. نوع مصاحب بإمساك، ونوع مصاحب بإسهال، ونوع مصاحب بالاثنين سويا، فقد يصاب المريض بتقلصات في أسفل البطن مع انتفاخ، وهذا يكون مصحوب بأدوار من الإسهال أو الإمساك أو الاثنين معا، وقد يحدث نزول مخاط كثيف (ولكن ليس دم) مع البراز، مع الشعور بأن المستقيم لم يفرغ تماما من محتوياته بعد التبرز. ويتراوح الألم بين الطفيف والشديد، ويمكن أن يعوق الأنماط الطبيعية لتناول الطعام أو للنوم، وقد يزول مؤقتاً بعد التبرز أو إخراج ريح، ويمكن أن يحدث غثيان ودوار وإغماء في بعض الحالات. 2- هناك أعراض أخرى ربما تكون مصاحبة للقولون العصبي منها.. آلام الظهر- الصداع- تغير رائحة الفم- الإرهاق العام- أعراض الجهاز البولي (كثرة التبول)- أعراض خاصة بالنساء (آلام الدورة الشهرية أو آلام بعد الجماع). كيفية التشخيص نظراً لعدم وجود اختبارات لمتلازمة الأمعاء المتهيجة كما تبدو الأمعاء كأنها طبيعية، فقد استحدث الأطباء مجموعة من المعايير للتعرف على تلك الحالة، حيث يجب وجود ألم أو عدم ارتياح بطني ونمط مختلف من التبرز (والذي يجب أن يحدث في 25% على الأقل من المرات حتى يمكن اعتباره من الأعراض) بشكل مستمر أو متكرر لمدة لا تقل عن 3 أيام شهريا لمدة 3 شهور، يزول الألم أو عدم الارتياح عند التبرز، أو يكون مصحوبا بتغيير في معدل التبرز أو في قوام البراز، ويجب أن يندرج في النمط المتغير للتبرز ثلاث خصائص على الأقل مما يلي.. تغير معدل التبرز، تغير قوام البراز (صلب أو لين أو سائل)، تغير عملية التبرز نفسها (حذق أو إلحاح، أو شعور بعد اكتمال التفريغ)، نزول مخاط و-أو انتفاخ أو الإحساس بأن البطن منتفخ. وسوف يحصل الطبيب على تاريخ مرضي مستفيض للحالة ويسأل المريض أسئلة نوعية عن المثيرات الغذائية والعاطفية والنفسية المحتملة، وقد يأمر أيضا بإجراء اختبارات للدم ويفحص البراز بحثا عن عوامل معدية، خاصة الطفيليات، وقد يجري فحصا بمنظار القولون لاستبعاد وجود الأورام، وقد يساعد استخدام المنظار على استبعاد وجود السرطان في الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي قوي. علاج القولون العصبي بمجرد أن يتم تشخيص الحالة بأنها متلازمة الأمعاء المتهيجة، فقد يشعر المريض بمزيج من الارتياح (لأن سبب الأعراض ليس مهدداً للحياة) والضيق (لعدم وجود علاج شاف حتى الآن. وأول خطوة في العلاج تكون غذائية في العادة، فإذا لاحظ المريض أن أطعمة أو سوائل معينة تثير الأعراض فعليه تجنبها، والمثيرات الشائعة هي الكافيين، أنواع العلك، المشروبات المحتوية على السوربيتول (بدائل السكر)، الخضروات المنتجة للغازات (مثل البقول والكرنب والقرنبيط)، منتجات الألبان، الكحول، الفواكه النيئة، والأطعمة الدهنية، كما أن إضافة الألياف إلى الطعام لزيادة حجم البراز والإسراع بتحركه في الأمعاء قد ينفع في تخفيف حالة الإمساك والمغص، ويجب إضافة الألياف بالتدريج لأنها يمكن أن تزيد الأعراض سوءا قبل أن تبدأ في تخفيفها، وقد نصف دواء مضادا للإسهال، فإذا استمرت الأعراض، فقد نصف أدوية لتخفيف التقلصات، كما تساعد أدوية مضادات الاكتئاب في بعض الحالات. د. غادة الدسوقي - وحدة الأمراض الباطنية