في غضون ساعات قلائل عقب الهجوم على نيويوركوواشنطن في الحادي عشر من سبتمبر/أيلول الماضي هرع فريق من الباحثين الأمريكيين الى الانترنت لرصد استجابة المستخدمين للكارثة. وكان هدف الباحثين فتح سجلات رقمية للنشاط الهائل الذي حصل على صفحات الانترنت الذي له علاقة بالهجمات. وقد أطلق على هذا المشروع الطموح اسم «أرشيف الهجمات» ونشرت نتائجه على صفحات موقع يحمل اسم «ويب آركايفست دوت أورج» مع نظام فهرسة خاص يتيح للمستخدم تصفح الكم الهائل من المعلومات بسهولة ويسر. وقالت كرستين فوت الاستاذة في جامعة واشنطن التي تشارك في الاشراف على المشروع ان نتائج الدراسة تشكل مصدرا قيما للمعلومات التي يمكن الرجوع اليها وتحليلها والتمعن فيها لفهمها بشكل جيد. ويقول الباحثون ان الهجمات كان لها وقع هائل على عالم الانترنت، حيث لجأ اليه ملايين المستخدمين للحصول على معلومات حول الضربات، واستخدم عدد كبير منهم البريد الالكتروني والرسائل الهاتفية للتأكد من سلامة أقربائهم وأصدقائهم. وظهرت كذلك مواقع جديدة لتأبين الضحايا أو لتسجيل قصص شخصية واقعية، بينما امتلأت الصحف بنقاشات ونظريات عن سبب الهجوم. ورأى باحثون من معهد التكنولوجيا في جامعة نيويورك وجامعة واشنطن ان هذه الظاهرة تعتبر سجلا تاريخيا هاما. ولكن التحدي كان يكمن في التوصل الى طريقة للعثور والحصول على نسخ من عشرات الآلاف من الصفحات التي ظهرت في وسيلة تظهر وتختفي فيها المواقع طوال الوقت. تمشيط الانترنت وقالت فوت: اننا نمشط الانترنت بكل أنواع أدوات واستراتيجيات البحث للعثور على أي مواد لها علاقة بالحادث نشرت في الانترنت. وحث المسؤولون مستخدمي الانترنت المشاركة بمواقع لها علاقة بالموضوع أو عن طريق استخدام برامج م كمبيوتر خاصة وحرص فريق العمل على محاولة ضم اكبر عدد ممكن من المواقع باللغات الاجنبية غير الانجليزية ومن جميع وجهات النظر دون اخضاعها لرقابة. وأكدت فوت بأن الفريق اتخذ قرارا بالبحث عن مواقع دول اجنبية، وبالأخص مواقع اللغة العربية أو مواقع تعود لمنظمات صحفية من البلدان التي نشرت تصريحات معادية لنا. وقد تسبب المشروع في صدم مشاعر الباحثين، مما أدى الى استقالة عدد من المتطوعين المشاركين في اعداده لما وجدوه من مواد مؤذية في بعض المساهمات. ومشروع «ارشيف الهجوم» هو ثمرة تعاون بين مؤسسات عديدة من ضمنها مؤسسة ارشيف الانترنت ومكتبة الكونجرس الامريكي، وموقع ويب آركايفست دوت اورج.