ينثر الوطن اللآلئ من أبنائه وبناته في مختلف أرجاء العالم فتأبى إلا أن تضيء أملاً وإنجازاً وطموحاً، يعود على الوطن نماء وتطويرا وبناء، وتشكل كل مجموعة منهم عقدا علميا يزدان به جيد الوطن المعطاء ويتحقق به طموح ملك عظيم يتأمل في أبنائه رفع راية الوطن خفاقة في جميع المحافل العالمية مع كل إنجاز يتحقق بلمسات وطنية مخلصة. هذا تحديدا ما تسعى إليه جامعة جازان من خلال ابتعاثها أكثر من 300 من مبتعثيها لمختلف الجامعات والمراكز العالمية للخروج بأفضل النتائج وتهيئة جيل يواكب ركب التحضر والرقي بالإنسان ليشارك في صناعة التاريخ، وخدمة البشرية، وفق خططها التي أعدتها في سبيل تحقيق أهدافها، والدأب للمشاركة في النقلة النوعية على المستوى الإقليمي والعالمي. لقد حرصت جامعة جازان على أن يكون الابتعاث خياراً إستراتيجياً لها لتنمية الموارد البشرية في الجامعة وتأهيلها، فتوسعت في الابتعاث ليشمل أرقى الجامعات والمراكز العالمية في كثير من دول العالم في أوروبا وأمريكا وأستراليا واليابان والشرق الأقصى. إنجازات متميزة أبناء الوطن كانوا عند حسن الظن وعند ثقة وطنهم الغالي وجامعتهم الطموحة بابتعاثهم إلى أرقى الجامعات والمراكز العالمية، فكان شكرهم إنجازات تتحقق يوما بعد يوم، وتعّرف العالم على الهوية العلمية الفريدة التي يتميز بها أبناء المملكة ويتضح ذلك جليًّا في الإنجازات المتميزة التي يحققها مبتعثو جامعة جازان في مختلف التخصصات النوعية وذلك في جامعات عالمية مرموقة، كان لها انعكاس إيجابي على مسيرة الجامعة التعليمية من خلال تحقيق مخرجات متميزة تخدم سوق العمل وحاجة التنمية الشاملة التي تشهدها المملكة. وتعد الدكتورة مروة بكري والتي تشغل الآن منصب مشرفة المجمع الأكاديمي للبنات بجامعة جازان إحدى المبتعثات التي حققت إنجازا طبيا مهما لاكتشافها علاجا لأخطر أنواع البكتيريا (لكوستريد يوم ديفيسيل) والتي شكلت قلقا صحيا كبيرا بعد انتشارها بين آلاف الشبان في المملكة المتحدة البريطانية. وقد حازت الدكتورة بكري على براءة الاختراع، وتم تكريمها من قبل ملحقية سفارة خادم الحرمين الشريفين في بريطانيا بحضور دبلوماسي وأكاديمي وإعلامي بمستوى الحدث، كما نال الطالب حسن جعبور الحازمي ثقة جامعة (قريفث) بولاية كوينزلاند باستراليا حيث تم انتخابه عضوا بمجلس الجامعة لمدة عامين، ويعد المجلس أعلى جهة رقابية وتشريعية بالجامعة وكان الحازمي أنشط عضو في المجلس باعتراف رئيسة المجلس. ونال الطالب عثمان موسى حكمي المبتعث إلى جامعة (ساوثمتون ) في بريطانيا على درجة الدكتوراه في الهندسة البيئية جائزة أفضل بحث علمي منشور في مجال هندسة البيئة من جامعة (ساوثمبتون) البريطانية، وتم منحه الميدالية الذهبية في حفل أقامته الملحقية الثقافية كأميز طالب أجرى بحثا علميا في هذا المجال، وحقق بحثه المركز الثالث ضمن أفضل خمسة بحوث في مجال تقنية المياه الذي نظمته الجمعية العالمية لأبحاث المياه ونجح البحث الذي قدمه الحكمي في إنتاج أوكسيد حديد مغناطيسي ذي حجم يتراوح من 5 – 20 نانومتر باستخدام طريقة (صديقة للبيئة) وتم اختيار البحث لتمثيل الكلية في المؤتمر العلمي السنوي لطلاب الدراسات العيا بجامعة ساوثهبمتون. وفي جامعة نيوكاسل ببريطانيا حقق الطالب المبتعث جابر مسلماني تفوقا علميا لسنتين متتاليين كرم على أثره من قبل سعادة الملحق الثقافي في المملكة المتحدة وإيرلندا وهو محاضر في قسم اللغة الإنجليزية وابتعث من جامعة جازان لنيل درجة الدكتوراه في اللغويات التطبيقية من جامعة ( نيوكاسل) ببريطانيا. وتأتي مشاركة المبتعث إبراهيم بكري في يوم المهنة بواشنطن إضافة لإنجازات المبتعثين حيث حظيت جهوده بشكر معالي وزير التعليم العالي بعد زيارته المعرض المصاحب ليوم المهنة والذي أشرف عليه ممثل الجامعة البكري. مواصلة الابتعاث وتواصل جامعة جازان التي تسابق الزمن برنامجها في الابتعاث وذلك بالتوسع في خارطة التخصصات النوعية والجامعة المرموقة وفق خطتها الهادفة إلى استثمار جودة مخرجاتها في تدعيم كوادر أعضاء هيئة التدريس في كلياتها المختلفة سعيا نحو تحقيق اكتفاء في هذا المجال على المدى المنظور، خاصة وأن الجامعة تشهد توسعا ملحوظا في عدد كلياتها وأعداد طلابها وطالباتها ومحور اهتمام الجامعة أولا وأخيرا هو الإسهام في دعم عجلة النماء والبناء السعودية الشاملة وسوق العمل بمزيد من مخرجاتها التي أثبتت تميزها وبرهنة أنها الجواد الرابح في مارثون التقدم العلمي بامتياز.