استعرضت شركة مدينة المعرفة الاقتصادية خلال مؤتمر صحفي للدكتور سامي محسن باروم -رئيس مجلس الإدارة- إستراتيجيتها التطويرية وأهم مشروعاتها للمرحلة الأولى التي بدأت خطواتها الأولى من خلال مشروعات الربط للبنية التحتية. وأعلنت الشركة -التي تقوم بتطوير مشروع مدينة المعرفة الاقتصادية بالمدينةالمنورة- أن مشروعات الربط للبنية التحتية مع شبكة الكهرباء والمياه والصرف الصحي قد بدأت من خلال عقود أرسيت بقيمة إجمالية تتجاوز 250 مليون ريال، وأنه قد تم الانتهاء من التصاميم التفصيلية للبنية التحتية للمنطقة الشمالية وطرح المناقصة على مجموعة من المقاولين. وتعتزم الشركة ترسية عقود التنفيذ للمرحلة الأولى وبدء العمل فيها خلال الربع الثاني من هذا العام بتكلفة إجمالية تقارب 600 مليون ريال. وقدر رئيس مجلس إدارة الشركة تكاليف البنية التحتية الكاملة للمشروع بنحو 1600 مليون ريال كقيمة تقديرية محدثة مقابل 2211 مليون ريال للقيمة التقديرية في دراسة الجدوى الأساسية للمشروع وذلك نتيجة للهندسة القيمية والوفورات التي حصلت من أسعار المواد والمكونات في الوقت الحالي. وقد تم قبيل انعقاد المؤتمر توقيع أول شراكة لمدينة المعرفة مع الشركة العقارية السعودية بغرض الاستثمار المشترك في مشروعات التطوير السكني والتجاري في المرحلة الأولى للمدينة، وبموجب هذه الاتفاقية سيتم تأسيس شركة ذات مسؤولية محدودة برأسمال 50 مليون ريال مناصفة بين الشركتين، على أن يتم تسليم باكورة مشروعات هذه الشراكة وهي عبارة عن 200 فيلا في نهاية العام القادم 2012م. وحسب الدكتور باروم فإن إستراتيجية التطوير للمرحلة الأولى تعتمد على 3 محاور رئيسة وهي: أولاً: تنفيذ البنية التحتية كأولوية قصوى. ثانياً: جذب الاستثمارات في القطاعات المعرفية مع التركيز على التعليم. ثالثاً: تنفيذ مشروعات التطوير العقاري في المرحلة الأولى من خلال التطوير الذاتي لبعض المشروعات الحيوية أو الاستثمار المشترك. ومن ثم استعرض الدكتور باروم أهم مشروعات ومكونات المرحلة الأولى، وهي: 1- حي سكني راق يتكون من 900 فيلا، وسيكون أول حي «مغلق» يوفر كامل الخصوصية والطمأنينة لقاطنيه. 2- مجمعات للعمائر السكنية بشقق من أحجام مختلفة ومتكاملة الخدمات، سيتم تطويرها بالتعاون مع مطورين من ذوي الخبرة العريقة في هذا المجال. 3- مجمعات للزوار والذي يتوقع أن تكون مقصداً متكامل الخدمات للحجاج والمعتمرين، وإضافة نوعية في ظل الزيادة المتوقعة في أعداد الزائرين. 4- برجان متعددا الاستخدامات أحدهما فندق والآخر سيحتوي على مركز للمعارض والمؤتمرات بالإضافة إلى مكاتب ومحلات تجارية. 5- منطقة للمحلات التجارية ومراكز التجزئة مصممة على الطراز المديني القديم لإضفاء طابع تراثي وسياحي كعامل جذب وتميز، ومن المتوقع ربط هذا المشروع بالمنطقة المركزية من خلال وسائل النقل المتعددة. 6- مشروعات القطاع المعرفي وتشتمل مدارس دولية للبنين والبنات، كلية تقنية، ومتحف للسيرة النبوية وآخر للعلوم والتكنولوجيا. كما تم كشف النقاب عن اكتمال بناء أول مبنى بمدينة المعرفة وتسميته «ديوان المعرفة» بهدف احتضان الفعاليات المعرفية والثقافية والعلمية واحتضان مبادرات لتشجيع رواد الأعمال في منطقة المدينة، علماً بأن المركز يتم تأثيثه حالياً لتدشينه رسمياً في شهر إبريل القادم. وقال باروم إن مدينة المعرفة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- والتي تم إصدار سجلها التجاري في أغسطس الماضي وإدراج أسهمها للتداول بعد ذلك، تسير بخطط مدروسة تزامناً مع النمو المتوقع الذي ستشهده المدينةالمنورة، مشيراً إلى أن المشروع يقام في ضاحية من ضواحي المدينةالمنورة بمساحة تقدر ب4.8 ملايين متر مربع وتبعد عن الحرم النبوي الشريف 5 كيلو مترات و8 كيلو مترات عن مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينةالمنورة، وهي الأرض الوحيدة المنبسطة بهذا الحجم في حدود الحرم، إلى جانب واجهة بطول 3.5 كيلو مترات على جانبي طريق الملك عبدالعزيز الذي يصب مباشرة في الحرم النبوي. وبين رئيس مجلس إدارة شركة مدينة المعرفة الاقتصادية أن انطلاقة مدينة المعرفة جاءت متزامنة ومتواكبة مع مشروعات تطويرية عملاقة في مدينة الرسول عليه الصلاة والسلام أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله، ومن أبرزها مشروع تطوير المنطقة المركزية، فالتوسعة الجديدة لساحات الحرم سوف تزيد الطاقة الاستيعابية من 600 ألف إلى مليون مصلٍّ. ولفت باروم إلى مشروع إنشاء محطة قطار الحرمين في طرف مدينة المعرفة والذي سيتم طرح بناء محطاته على المطورين خلال الربع الأول من هذا العام، وتبلغ طاقتها الاستيعابية 6 ملايين مسافر عام 2014م من أهم عوامل النجاح التي ستتزامن مع اكتمال تطوير المرحلة الأولى لمدينة المعرفة الاقتصادية لتستفيد مع حركة التطوير التي ستشهدها المدينةالمنورة. كما أشار إلى أهمية مشروع تطوير مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي، حيث من المتوقع أن ترتفع الطاقة الاستيعابية للمطار في المرحلة الأولى المنتهية بعام 2014م إلى 8 ملايين مسافر وهو ما سيزيد الطلب على إسكان الزائرين والخدمات المساندة. وفي سياق جاذبية المشروع للمستثمرين، استعرض الدكتور باروم نسبة التغير في ملكية الأسهم الحرة حيث ارتفعت حصة أكبر 1000 مساهم من حوالي 1.8% عند بداية تداول السهم في شهر أغسطس الماضي إلى حوالي 55% بتاريخ 12 يناير 2011م مما يبين توجه المستثمرين الإستراتيجيين لزيادة حصتهم في المشروع. واختتم الدكتور باروم بأن توقيع هذه الاتفاقية مع الشركة العقارية ستتلوها شراكات أخرى مع مطورين ومستثمرين آخرين وهي في طور الدراسة والبحث حالياً. من جهتها أكدت الشركة العقارية السعودية توصلها إلى اتفاقية التطوير العقاري آنفة الذكر مع شركة مدينة المعرفة الاقتصادية بغرض الاستثمار المشترك في مشروعات تبدأ ضمن مخطط المرحلة الأولى لشركة مدينة المعرفة الاقتصادية في المدينةالمنورة. وتفعيلاً لذلك، سيتم توقيع اتفاقية شركاء يتم بمقتضاها تأسيس شركة ذات مسؤولية محدودة مناصفة بين الشركتين للقيام بتطوير وبيع أول مشروع مشترك، وهو عبارة عن حي سكني مكون من 200 فيلا سكنية، على أن يتم تسليمها خلال الربع الرابع من العام القادم 2012م. وقد تم توقيع الاتفاقية يوم السبت الموافق 22-1-2011م بالرياض وتلاه مؤتمر صحفي استعرض من خلاله أهم بنود وأهداف هذه الاتفاقية. العقارية والتي تأسست بمرسوم ملكي في العام 1976م ما زالت في طليعة التطوير العقاري في المملكة منذ نشأتها، فقد قدمت العديد من المشاريع المبتكرة السكنية والتجارية والخدمية والتي تعد «نقاطاً مرجعية» لصناعة العقار ومنها: (العقارية1) التي تعد أول مركز تسوق في الشرق الأوسط، ومجمّع العقارية السكني الذي يعد أول مجمّع سكني مغلق في المملكة العربية السعودية، والبلازا وهو أول بناء ذكي بشهادة سيسكو (CISCO) في المملكة العربية السعودية. كما أطلقت العقارية مؤخراً مشروع «مساكن العقارية» وهو مشروعها الثاني في الحي الدبلوماسي والمكون من 360 وحدة سكنية متألقة تعكس ثراء الحضارة الإسلامية العربية الأندلسية. وتحضر الآن لإطلاق مشروعها السكني الأكثر طموحاً: «قرية العقارية». وهو مشروع سكني متكامل شبه مغلق يوفر إمكانية الإقامة والعمل والترفيه في مكان واحد، ويقدم أسلوب حياة شيقاً ومتكاملاً وجديداً. يذكر أنه قد تم إطلاق فكرة مدينة المعرفة بتوجيه كريم من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- لتساهم في تحقيق التنمية التي تشهدها المدينةالمنورة بشكل خاص والمملكة بشكل عام. هذا ويبعد مشروع مدينة المعرفة الاقتصادية حوالي ال5 كيلومترات عن الحرم النبوي الشريف وقرابة ال7 كيلومترات عن المطار والذي سيصبح أحد أهم مراكز النقل الجوي في العالم الإسلامي.