لقاء يجمع البحوث العلمية والابتكارات ومشاريع ريادة الأعمال والرسم الهندسي والتشكيلي والأفلام الوثائقية، كلها في فعالية واحدة من إعداد وتنظيم مجموعة مميزة من طلاب وطالبات جامعة الملك سعود قاموا بكافة تفاصيل اللقاء العلمي الثاني لطلاب وطالبات جامعة الملك سعود، وكان الطالب والطالبة هما المستهدفين بشكل كامل من هذا اللقاء العلمي وذلك من ناحية المشاركة والحضور والتنظيم في زمن أصبح فيه الطالب محركا أساسيا في العملية التطويرية للجامعات، إضافة إلى كونه (والكلام موجه للطالبة أيضا) المحور الرئيسي للإسهام في تقدم ورقي الجامعات وبالتالي الإسهام في تقدم ورقي مجتمعاتهم ووطنهم. يأتي هذا اللقاء امتدادا لنجاح فعاليات مشابهة أقيمت في السابق مثل المؤتمر العلمي الأول لطلاب وطالبات التعليم العالي، الذي انعقد في الرياض العام الماضي وكان من تنظيم وزارة التعليم العالي، ومثل اللقاء العلمي الأول لطلاب وطالبات جامعة الملك سعود، وغيرها تمت في الخارج لطلاب وطالبات برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي. من أهداف هذا اللقاء العلمي إثراء المحتوى المعرفي لدى الطلاب والطالبات واستثارة العقول الشابة وتحفيز ثقافة البحث والابتكار، وتعريف الطلاب والطالبات بدور العمل البحثي في بناء المجتمع المعرفي، وغرس بذرة التنافس على التميز في نفوس المشاركين فالتنافس هو طريق الإبداع، وإعطاء المتميزين (الجادين) فرصة لإبراز إبداعاتهم الفنية والابتكارية، إضافة إلى إكساب المنظمين (وهم من طلاب وطالبات الجامعة) الخبرة الكافية في إدارة وتنظيم المؤتمرات. كان لي شرف المشاركة في اللجنة العلمية لهذا اللقاء العلمي الذي تميز بتفرع أغصانه لتشمل كل فروع العلم والمعرفة في العصر الحديث حيث احتوى على ثلاثة محاور رئيسية (العلوم الإنسانية والاجتماعية، العلوم الطبيعية والهندسية، العلوم الصحية) تندرج تحتها عشرون فرعا من فروع العلم والمعرفة، وكانت الجائزة الخاصة للقاء هذا العام هي الأمن الفكري، والتي جاءت فكرتها لتعزيز الأمن الفكري، وسعدنا بتشريف اللواء منصور بن سلطان التركي المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية، حيث ألقى محاضرة بعنوان «الفئة الضالة - وسائل وأساليب التغرير والتجنيد» تحدث فيها عن معاناة المجتمعات الإنسانية من سوء الفهم الخاطئ لشباب الإسلام حول معنى الجهاد وكيفية تطبيقه، وأشاد سعادته بالجهود والنشاطات التي يشارك فيها طلبة الجامعة فيما يتعلق بتعزيز الأمن الفكري. حظي هذا اللقاء برعاية معالي مدير جامعة الملك سعود الأستاذ الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن العثمان، وإشراف ومتابعة عمادة شؤون الطلاب ممثلة بوكيل العمادة للشراكة الطلابية الدكتور فهد بن حمد القريني. من خلال متابعة جلسات الأبحاث (التي تمت في اليوم الثاني من أيام اللقاء) تبين مدى احتواء أذهان المشاركين (وهم من طلاب وطالبات الجامعة) على حصيلة معرفية يجب استثمارها في مصلحة الوطن وذلك عن طريق تحويل مشاركاتهم من أبحاث رفوف وابتكارات رفاهية إلى نتاج تطبيقي يلامس احتياجات المجتمع. اللافت للانتباه هو ما حدث أثناء إعلان النتائج في الحفل الختامي للقاء العلمي يوم الاثنين 21-12-1431ه حيث استحوذت الطالبات (القسم النسائي) على نصيب كبير من جوائز اللقاء، وهذا يدل على تميز المرأة في مجالات عدة، مما يثبت عزم المرأة السعودية على الدخول كشريك في التنمية والمواطنة، وشريك في بناء مجتمع المعرفة. الأخيرة: إقامة مثل هذه الفعاليات خطوة مهمة لبناء جيل بحثي وابتكاري ومعرفي يسهم في الارتقاء بالوطن في كافة فروع العلم والمعرفة.