أرى طلبة مدارس اليوم لا يميلون إلى اللغة العربية ميلا بائنا وكاملاً مع أن الجامعات مفتحة أبوابها وقاعاتها لاستقبال الطلبة الراغبين في الالتحاق بكلية اللغة العربية وغيرها، نعم اللغة العربية، هذه اللغة التي أحبها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال عنها: أحبوا العرب لثلاث لأني عربي والقرآن عربي وكلام أهل الجنة عربي أخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين والطبراني في المعجم الكبير، اللغة العربية لغة القرآن الكريم، ولغة الأنبياء، وماذا نحب غير ما يحب نبينا صلى الله عليه وسلم، وماذا نريد من العلوم إذا لم نتعلم العربية، وكيف نعدل عن العربية والقرآن عربي، وياللأسف الشديد أن يكون المصير الجهل باللغة العربية، في حين أنها أم العلوم وآلة الفهوم، والذي يتقنها يكون مستعدا ً لفهم أي علم من العلوم العربية وغيرها فإن بركة القرآن المنزل بالعربية، وبركة العلوم الشرعية كعلوم القرآن وأصول الفقه والحديث كل ذلك يلاحقه ويسانده، والطالب الفالح في اللغة العربية يكون فالحا في فهم لغة الكتاب والسنة والأحكام وما يتبع هذا، بل قيل: إن الطالب «الشاطر» في قواعد اللغة العربية سيكون شاطراً أيضاً في مادة الرياضيات، إذن هي مفتاح العلوم، أما سائر العلوم المصاحبة للغة العربية كعلوم النحو والبلاغة والنقد، والفنون الأربعة: الخطابة والكتابة والشعر والإلقاء، وما يلحق هذه من أدوات الكتابة من خط ورسم وإملاء فإن ذلك أيضاً مفاتيح لكثير من العلوم العربية والإنسانية، فهل هذا كله مما ينبذ ويترك على جوانب الغفلة والضياع، وهل تهمل لغة القرآن المنزل، ومن ثم يحل فينا كلمات دارجة عامية ودخيلة ونستخدمها في خطاباتنا الإلقائية والمكتوبة؟ أوأد ذلك كله للغة العربية أم هجران لها، كما قال حافظ إبراهيم على لسان اللغة العربية: رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي وناديت قومي فاحتسبت حياتي رموني بعقم في الشباب وليتني عقمت فلم أجزع لقول عداتي ولدت، ولما لم أجد لعرائسي رجالا وأكفاء وأدت بناتي وسعت كتاب الله لفظا وغاية وما ضقت عن آي به وعظات فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة وتنسيق أسماء لمخترعات أنا البحر في أحشائه الدر كامن فهل سألوا الغواص عن صدفاتي فيا ويحكم أبلى وتبلى محاسني ومنكم وإن عز الدواء أساتي فلا تكلوني للزمان فإنني أخاف عليكم أن تحين وفاتي أرى لرجال الغرب عزا ومنعة وكم عز أقوام بعز لغات أتوا أهلهم بالمعجزات تفننا فياليتكم تأتون بالكلمات ********** أيهجرني قومي عفا الله عنهم إلى لغة لم تتصل برواتي فإما حياة تبعث الميت في البلى وتنيب في تلك الرؤوس رفاتي وإما ممات لا قيامة بعده ممات لعمري لم يقس بممات عبدالله محمد أبكر عزيزتي الجزيرة: