تداولت الصحف المحلية خلال الأسبوع الماضي الطفل الذي اختطف بمنطقة جازان إلى اليمن الشقيق وقد سببت هذه القضية الكثير من القلق لدى اسرة الطفل وبعد جهد سافر والده لاحضاره وقد نشرت الصحف تفاصيل هذه القصة بأن وراءها خلافاً بين الخاطف ووالد الطفل فكان الطفل هو الضحية. واذا نظرنا إلى هذه القصة من وجهة نظر اخرى نجد ان السبب الاول والاخير وراء كل هذه المعاناة هو التستر على عمالة غير نظامية وتوفير العمل لها بطريقة غير مشروعة. ومشكلة التستر لا تزال موجودة عند الكثير من ضعاف النفوس الذين يوفرون لهذه العمالة العمل والسكن وذلك لرخص اجرهم اليومي دون التفكير في العواقب الوخيمة التي تترتب على ذلك. وقصة الطفل رعد احدها وبالتأكيد لن يكون آخرها اذا استمر المواطن في علمية التستر. لقد كرر صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية يحفظه الله أن المواطن هو رجل الأمن الاول فلماذا لا يترجم المواطن هذه المقولة إلى واقع ملموس حتى يتحقق الامن وتختفي ظاهرة التستر من بلادنا نهائياً؟ إن حرص المواطن على التبليغ عن كل متخلف ومخالف للجهات المعنية يسهل كثيرا في متابعة هؤلاء العمالة غير النظامية لاتخاذ الاجراءات اللازمة بحقهم لأن هناك طرقا وقنوات مشروعة يعرفها المواطن والمقيم لمن يرغب في استقدام عمالة اذا كان بحاجة اليها وفق ضوابط وشروط معينة. ولكن يبقى لوعي المواطن الدور الكبير في القضاء على هذه المشكلة فاذا استطاع ان يعرف الضرر الذي يحدثه مثل هؤلاء المتخلفين من جميع النواحي الامنية والاقتصادية والاجتماعية لما تردد في التبليغ عن كل متخلف. والجوازات تقوم بدور كبير في هذا الاتجاه ولكن لا تستطيع القبض الا على العمالة الظاهرة اما العمالة المتسترة عليها فيبقى دور المواطن هو الاهم وفي هذه الحالة لابد من تكثيف التوعية بخطورة مثل هذه العمالة غير النظامية بجميع وسائل الاعلام المرئية والمقروءة والقاء المحاضرات من قبل الجهات الامنية المختلفة لأن مسئولية القضاء على ظاهرة التستر هي مسئولية الجميع سواء رجل امن او مواطن او مقيم لابد ان يعرف الجميع ان هؤلاء مصدر خطر باقامتهم غير النظامية وباستطاعتهم الاقامة بصورة نظامية وفق ضوابط وشروط ومعينة يعرفها الجميع. ان هناك العديد من المشكلات قد تحدث بسبب الاهمال او اللا مبالاة من قبل المواطن او بنزعة عاطفة نحو مثل هؤلاء دون ترك اي اعتبار بأن هناك جرائم تحدث يكون وراءها مثل هؤلاء المتخلفين ويكون هناك صعوبة في القبض عليهم او التعرف لأنه لا يوجد ما يثبت هويتهم او اقامتهم بصورة نظامية ويكون المواطن هو السبب بطريقة غير مباشرة وذلك بعدم التبليغ عنهم قبل ارتكابهم لأي جريمة. اننا نناشد كل مواطن مخلص وكل مقيم أمين ان نتعاون جميعاً مع رجال الجوازات للقضاء على هذه الظاهرة غير الحضارية. والله من وراء القصد. يوسف أحمد حكمي محرر بمكتب جازان