أنا فتاة من هذا الوطن عشت يتيمة، وفقدت حنان الأبوة والأمومة منذ الصغر، وعشت في ظل الوطن ورعايته مواطنة طموحة بالتعليم والرعاية والاهتمام. وقد فرحت مثل نظرائي وصديقاتي بما وفّرته وتوفره حكومتي الرشيدة من دور للحضانة والرعاية للأيتام والمعوقين وكبار السن من رجال ونساء . نشأت وتربيت وترعرعت وعملت في تلك الدور الاجتماعية فلقيت التجاوب والاهتمام من كثير من المسؤولين عنها سواء في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية أو غيرها، ولا أستطيع أن أعبّر عن حجم امتناني وشكري وفرحي بهذه العلاقة الأبوية والعاطفة الواعية لما يقدمه كل المسؤولين من تسهيلات وخدمات للفئات المستحقة للرعاية والحنان ولكنني أطمح كغيري إلى تلك الرعاية الشمولية من كافة الجوانب التي سوف أتطرق لها في اقتراحاتي التي أقدمها لسمو الأمير سطام بن عبدالعزيز بمناسبة جولاته الإنسانية الرائعة على دور الرعاية التي تشمل رعاية المواطنات وغيرهن حيث عُرف عن سموه الكريم حرصه ومتابعته وبذل قصارى جهوده في رعاية هؤلاء وتنمية العلاقة الحميمة بينهم وبين جميع أفراد المجتمع، وحث المسؤولين في الشؤون الاجتماعية، والجهات المعنية بهذه الفئات على الاهتمام بشؤونهم فشكراً ألف شكر لسموه على هذا الاهتمام وهذه الروح الإنسانية المسؤولة وجزاه الله خير الجزاء ورحم والديه وبارك في أعماله وجهوده القيمة، وأرجو أن يتسع صدره وصدر المسؤولين في كل قطاع حكومي وأهلي لقبول اقتراحاتي التالية الخاصة بجميع فئات المستحقين للرعاية الاجتماعية باستمرار، وهي: أولاً: ضرورة إنشاء دور تُعنى بتدريب الفتيات من ذوات الاحتياجات الخاصة وتأهيلهن للعمل في الجهات الحكومية المناسبة وفي مقدمتهن اليتيمات. ثانياً: إنشاء دور رعاية أو مراكز تأهيل لكبار السن من المواطنين الذين لهم ظروف خاصة ناتجة عن مرض نفسي أو عدم وجود من يقوم برعايتهم وإعادة تأهيلهم للاستفادة منهم في العمل في أعمال مناسبة لحالتهم وظروفهم. ثالثاً: حث القادرين ورجال الأعمال على إنشاء الجمعيات الخيرية التعاونية ودعم الموجود منها للمساهمة في خدمة ذوي الدخول المحدودة والاحتياجات الخاصة لأن ذلك من التنافس المشروع في فعل الخير في مجتمعنا الخيّر. رابعاً: وأقترح تغيير مسمى (مكتب مكافحة التسول إلى (دار المتابعة الاجتماعية) وأن يركّز على بحث حالة المتسولين من الناحية الاجتماعية وظروفهم الأسرية ومعالجتها ومتابعتها باستمرار لكيلا يضطروا إلى هذا السلوك المشين، حيث إن كثيرا من المتسولين ليس له مصدر دخل ولا يستطيع العمل، فكيف يطلق عليه المجتمع صفة (متسول) وهو الذي أهمله ولم يرع شؤونه؟ خامساً: زيادة عدد مراكز التدريب المهني في الرياض وغيرها من المدن لكي تستوعب الراغبين في التدريب والتأهيل في جميع التخصصات الحديثة ليتمكنوا من خدمة وطنهم ومجتمعهم. سادساً: حث الشركات الكبيرة والمؤسسات الوطنية على فتح مراكز تدريب وتأهيل لتدريب الشباب وتأهيلهم للعمل في تلك الشركات أو القطاع الحكومي أو القطاع الخاص في مجالات مختلفة يعود نفعها ومصلحتها لهم وللوطن والمجتمع ونقضي بذلك على البطالة ونكسب تدريب الأيدي لتكون عاملة نافعة. سابعاً: أقترح حث وزارة العمل والجمعيات الخيرية على رعاية آبائنا وأمهاتنا من كبار السن الذين خدموا المجتمع والوطن بتربية الأبناء وتخريج دفعات من الجيل الجديد ووصلوا إلى مرحلة الراحة والعجز فمن يرعاهم؟ إنه واجب هذه الجهات الخيرية وليس مقتصراً على ذويهم وأهلهم الذين قد لا يستطيعون رعايتهم أو هم في حاجة إلى الإعانة على رعايتهم فهؤلاء الآباء والأمهات في حاجة إلى رعاية الدولة ممثلة في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، وفي حاجة لرعاية المجتمع ممثلا في الجمعيات الخيرية ومراكز البحوث الاجتماعية التي يجب أن تدرس حالاتهم وحاجاتهم الحقيقية، ويدخل في هذه الفئة (المتقاعدون والمتقاعدات) ببحث معاش التقاعدي هل هو كاف لهم أم لا لابد من إضافة (الضمان الاجتماعي) لتغطية النقص حيث ان المعاش التقاعدي حق من حقوق صاحبه أما الضمان فهو إضافة مكملة للمحتاج وكثير من المواطنين غير المحتاجين مَنْ يتنازل عن هذا الحق من (الضمان) فلا يطالب به مع أنه ضرورة ربما قصّرت فيها وزارة العمل بعدم مواصلة البحث والدراسة والمتابعة. ثامناً: حيث إن فئات المعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة والأيتام في حاجة إلى توفير (السكن الملائم) لهم فأقترح حث وزارة الشؤون البلدية والقروية والأمانات على تخصيص (منح أراضٍ لهم) وتسهيل إجراءات الحصول عليها لهذه الفئات المستحقة. وأخيراً أكرر شكري للأمير الكريم سطام بن عبدالعزيز لزيارته التفقدية واهتماماته الإنسانية والى اللقاء.